التنفس وسيلة للعلاج النفسي الجسمي
التنفس وسيلة للعلاج النفسي الجسمي
عند التعرض للضغط النفسي بصورة مستمرة يتأثر الجهاز العصبي، ومن ثم تتأثر آلية التنفس، فتظهر أعراض مَرضية لا يُعالجها الدواء، مثل: (الخمول، والصُداع المزمن، وصعوبة التنفس، وانقطاع النفس في أثناء النوم، والشَّد العضلي، والخلل الهرموني، وآلام الجسم غير المبررة)، وغيرها.
صحيح أن المشكلات النفسية لا يمكن تجنبها بسهولة، ولكن بإمكاننا اكتساب بعض المهارات للتأقلم معها وإدارتها، إذ يمكننا الذهاب إلى مُعالج نفسي للتشخيص ووضع خطة العلاج، مع اتباع بعض العلاجات السُّلوكية المُعتمدة على تقنيات التنفس الصحيحة، (كاليُوجَا، والتَأمُّل، والتَّنْوِيم المِغنَاطيسي، وممارسة الرياضة)، أو عمل أي نشاط يتضمن رفع معدل ضربات القلب والتنفس بشدة، وكذلك يمكنك إصدار بعض الأصوات المُهدئة كـ”أوم”، أو “آمين”؛ تلك الأصوات تُحدث ذبذبات في كامل الجسم، وتُنعش خلاياك وتُدلكها، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على: (الخَضْرَاوَات، والفَوَاكه، والألياف، والبروتين، والدهون الصِّحِيَّة، والمُكَمِّلات الغذائية)، ويُمنع فيه: (الكافيين، والدهون غير الصِّحِيَّة، والأطعمة الجاهزة والصناعية، والكحول)، مع الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن مصادر تلوث الهواء وشرب كثير من الماء.
بالإضافة إلى العلاج ب “التَّخَيُّل”، أو “العِلاج الوَهْمي” المُقترن بنمط تنفس صحي، إذ إنه يمكن علاج أمراض جسدية ونفسية فقط من خلال التصور الذهني، فإذا ركزت على موضع يؤلمك في جسدك، وتنفست عميقًا، وتخيلت أنه يتماثل للشفاء، سيقل الألم بالفعل!
وتُستبدل بالأفكار السلبية أفكارٌ أخرى إيجابية، من خلال الهروب من الفكرة السلبية بتخيل أماكن جميلة لم تذهب إليها من قبل، كما يمكن التخلص من الفكرة السلبية بتخيلك لها تمر على شريط أمام عينيك، مع محاولة تقبلها والترحيب بها دون انفعال، وحاول الإصغاء إلى الأصوات المحيطة بك، إذا سمعت صوت سيارة فتخيل شكلها وشكل من يقودها، ومع تكرار هذا التمرين ستتطور حواسك وتتحسن مهارات الاستماع لديك.
لننتقل الآن إلى تمارين لتحسين عمل الجهاز التنفسي والتحكُّم فيه في أثناء النوم واليقظة، لفتح الشُّعَب الهوائية والاستفادة القصوى من الرئتين، للحصول على نَفَس أكثر عمقًا وحيوية.
الفكرة من كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
يُقال إن “العَقْل السَّليم في الجِسْم السَّليم”، هذه حقيقة شائعة، إذ أثبتت عديد من الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في كل من العقل والجسد على التوالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل “التَّنَفُّس الفَعَّال”، الذي يدخل في العمليات الحيوية كافة داخل الجسم، كما أنه عامل أساسي في كل المُمَارسات الصحية، كالرياضة والتَأمُّل وغيرهما. ونتيجة لعصرنا الحالي سريع التغيير، حيث الضغط النفسي المترامي في جميع الجهات، يجب علينا التقاط أنفاسنا، واتباع عادات صحية تسمح لنا بمواجهة التحديات اليومية، والشعور بالاسترخاء وسُكُون الجسد، الذي يترتب عليه هدوء العقل، مع صحة أفضل ووعي أعلى.
مؤلف كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
ستيغ آفال سفرنسن: غَطّاس حر وبطل العالم لأربع مرات، حائز على عدة أرقام قياسية في موسوعة جينيس، وحاصل على الماجستير في علم الأحياء، وعلى الدكتوراه في الطب، كما قدم مجموعة من الدورات والمحاضرات عن التنفس وتقنياته لاقت نجاحًا كبيرًا حول العالم.
معلومات عن المترجم:
نورة عبد الله الشُّهَيْل: مستشارة ومدربة في مجال تطوير مفهوم الشفاء الذاتي، والمسؤولية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كارولين شكر.