المُعالجَة بالأُكْسُجِين
المُعالجَة بالأُكْسُجِين
في حال تعرضت الأنسجة للإصابة، ستحتاج إلى كمية كافية من الأُكْسُجِين لتبقى حية وتؤدي وظيفتها، لذا ابتُكرت طرائق لمُعالجة عديد من الحالات المرضية بواسطة الأُكْسُجِين، “كالعلاج بالأُكْسُجِين المضغوط” (HBOT)، إذ يتنفس المريض الأُكْسُجِين النقي بنسبة 100 % تحت ضغط أعلى من الضغط الجوي المعتاد داخل حجرات خاصة، ويُستخدم هذا العلاج لمُعالجة التَّصَلُّب المُتَعَدِّد والشَّلَل الدماغي لدى الأطفال ومرض السَّرَطَان وغيرها.
كما توجد تقنية “تَعبِئة الرئة” (Lung packing)، وهي وسيلة لاستنشاق هواء أكثر من المُعتاد إلى الرئتين وتتم عبر التنفس ببطء من المَعِدة، لتوسعة الصدر إلى أقصى حجم ممكن، تلك التقنية تُساعد على تدفق الدم، وتفيد مَن لا قدرة لديهم على التنفس بشكل طبيعي، وتدخل في علاج إصابات الحَبْل الشَّوْكي وشَلَل الأطفال، وكذلك تسمح زيادةُ كمية الهواء في الرئتين بالغوص لوقت أطول والتحدث بصوت أعلى، وعلى الرغم من ذلك إذا تضخمت الرئة فوق سعتها الطبيعية، قد تُصاب إصابات خطيرة ربما تؤدي إلى الوفاة، لذلك يجب ممارسة هذا النوع من التنفس تحت إشراف متخصص.
وهناك تقنية “الإنعاش القلبي الرئوي” (CPR)، الذي يُعتبر أحد الأساليب المُنقذة للحياة عند توقف النبض أو انقطاع النفس، مثلما يحدث في النوبات القلبية أوالغَرَق، ولتنفيذ التقنية عليك في البداية معرفة ما إذا كان المُصاب يشعر بما حوله أم لا، لذا من المهم تجربة إيقاظه عن طريق هَزِّهِ برفق أو مناداته بهدوء، وإذا لم يستجِب فاتصل بالطوارئ على الفور، في أثناء ذلك ضع المُصاب على سطحٍ مستوٍ، وتأكد من أن المَجري التنفسي لديه مفتوح عن طريق التخلُّص من أي شيء يسد مجرى فمه، فإذا استمر المُصاب في عدم التنفس، فاضغط بكلتا يديك على صدره بسرعة عدة مرات لتعيد قلبه إلى العمل ثم افحص النبض، يمكنك أيضًا أن تنفخ في فمه أو في أنفه، واستمر في عملية الإنقاذ حتى تصل سيارة الإسعاف.
الفكرة من كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
يُقال إن “العَقْل السَّليم في الجِسْم السَّليم”، هذه حقيقة شائعة، إذ أثبتت عديد من الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في كل من العقل والجسد على التوالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل “التَّنَفُّس الفَعَّال”، الذي يدخل في العمليات الحيوية كافة داخل الجسم، كما أنه عامل أساسي في كل المُمَارسات الصحية، كالرياضة والتَأمُّل وغيرهما. ونتيجة لعصرنا الحالي سريع التغيير، حيث الضغط النفسي المترامي في جميع الجهات، يجب علينا التقاط أنفاسنا، واتباع عادات صحية تسمح لنا بمواجهة التحديات اليومية، والشعور بالاسترخاء وسُكُون الجسد، الذي يترتب عليه هدوء العقل، مع صحة أفضل ووعي أعلى.
مؤلف كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
ستيغ آفال سفرنسن: غَطّاس حر وبطل العالم لأربع مرات، حائز على عدة أرقام قياسية في موسوعة جينيس، وحاصل على الماجستير في علم الأحياء، وعلى الدكتوراه في الطب، كما قدم مجموعة من الدورات والمحاضرات عن التنفس وتقنياته لاقت نجاحًا كبيرًا حول العالم.
معلومات عن المترجم:
نورة عبد الله الشُّهَيْل: مستشارة ومدربة في مجال تطوير مفهوم الشفاء الذاتي، والمسؤولية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كارولين شكر.