التَّحَقُّق من صحة تنفُّسك
التَّحَقُّق من صحة تنفُّسك
إننا جميعًا نتنفس بشكل تلقائي للبقاء على قيد الحياة، وذلك بفضل مركز التنفُّس في قاعدة الدماغ، المسؤول عن تنفُّسنا بسهولة حتى في أثناء نومنا دون أن نُفكر أو نَلحظ ذلك، لكننا مع التقدم في العمر نبتعد تدريجيًّا عن طريقة التنفس الصحيحة التي وهبها الله -عَزَّ وجَلَّ- لنا منذ الولادة، التي تتم عبر مزيج من التنفس الصدري والبطني معًا لضمان قدرة تنفس كاملة، لنستبدل بها التنفس من خلال الصدر فقط، مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الهواء إلى الرئتين عند الشَّهيق، فتنخفض كمية الأُكْسُجِين في الدم، ولا يُطَهَّر الجسم من ثاني أُكْسِيد الكربون بشكل كامل عند الزَّفير.
وتزداد حدة التنفس الصدري عند التوتر والإجهاد البدني أو النفسي، ما يؤدي إلى اضطراب في مستويات الأُكْسُجِين وثاني أُكْسِيد الكربون في الجسم، فإذا كان الزَّفير أكثر من الشَّهيق، يفقد الجسم فجأة كثيرًا من ثاني أُكْسِيد الكربون، وإذا كان الشَّهيق أكثر من الزَّفير، يتراكم ثاني أُكْسِيد الكربون في الجسم، وكلتا الحالتين تتسبب في زيادة مُعدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والشَّد العَضَلي والدُّوَار والصُّدَاع، وغيرها من الأعراض التي قد تصل إلى فقدان الوعي. فعندما يُصبح تركيز الأُكْسُجِين قليلًا جدًّا أو معدومًا، يتعرض الجهاز العصبي للضغط، فيحاول الجسم الحفاظ على كمية الأُكْسُجِين المتبقية، مما يترتب عليه فقدان الوعي، الذي يكون بمنزلة آلية دفاعية يحافظ بها الجسم على حياتك.
يحدث التنفس الطبيعي بتوازن كمية الشَّهيق والزَّفير، إذ ينتقل الهواء من الأنف داخل الرئة عبر القَصَبَة الهوائية التي تتفرع إلى القُصَيْبَات، ويستمر هذا التفرع إلى الحُوَيْصِلات، وينتقل منها الأُكْسُجِين إلى الشُّعَيْرات الدموية، ويرتبط بالدم داخل خلايا الأنسجة، ويخرج ثاني أُكْسِيد الكربون من خلايا الأنسجة عبر الزفير إلى خارج الجسم، ومن ثم تتوازن نسبة الأُكْسُجِين وثاني أُكْسِيد الكربون في الدم، وتتحسن الحالة النفسية والعقلية والجسدية.
الفكرة من كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
يُقال إن “العَقْل السَّليم في الجِسْم السَّليم”، هذه حقيقة شائعة، إذ أثبتت عديد من الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في كل من العقل والجسد على التوالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل “التَّنَفُّس الفَعَّال”، الذي يدخل في العمليات الحيوية كافة داخل الجسم، كما أنه عامل أساسي في كل المُمَارسات الصحية، كالرياضة والتَأمُّل وغيرهما. ونتيجة لعصرنا الحالي سريع التغيير، حيث الضغط النفسي المترامي في جميع الجهات، يجب علينا التقاط أنفاسنا، واتباع عادات صحية تسمح لنا بمواجهة التحديات اليومية، والشعور بالاسترخاء وسُكُون الجسد، الذي يترتب عليه هدوء العقل، مع صحة أفضل ووعي أعلى.
مؤلف كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
ستيغ آفال سفرنسن: غَطّاس حر وبطل العالم لأربع مرات، حائز على عدة أرقام قياسية في موسوعة جينيس، وحاصل على الماجستير في علم الأحياء، وعلى الدكتوراه في الطب، كما قدم مجموعة من الدورات والمحاضرات عن التنفس وتقنياته لاقت نجاحًا كبيرًا حول العالم.
معلومات عن المترجم:
نورة عبد الله الشُّهَيْل: مستشارة ومدربة في مجال تطوير مفهوم الشفاء الذاتي، والمسؤولية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كارولين شكر.