الصحة تاج على رؤوس الأصحاء
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء
كل شيء يبدأ من هنا، صحة جيدة تعني حياة جيدة، وقوة بدنية وتحصيلًا دراسيًّا واستقرارًا نفسيًّا، والصحة الجيدة تبدأ من الغذاء الجيد الذي يتمتع بمعايير الكفاءة والاعتدال، والتكامل بين العناصر الغذائية، والحرص على النظافة تجنبًا للعدوى المُتنقلة عن طريق الأغذية الملوثة أو السريعة. ولكن ما العناصر التي نهدف إلى تكوين علاقة تكاملية بينها في الوجبات الغذائية؟ نبدأ بالبروتينات، كاللحوم والألبان ومشتقاتها وبعض الحبوب والبقوليات التي تعمل على بناء خلايا الجسم خصوصًا عند الحمل والإرضاع وفي أثناء التعافي من أي مرض. العنصر الثاني الذي يفرط فيه كثير من الناس نتيجة لسهولة تناوله وبلعه أو لحلاوته التي لا تقاوم هو الكربوهيدرات الموجودة في النشويات وكذلك السكريات،
والزيادة على الحاجة منها تتحول إلى دهون تؤدي إلى السمنة، وهناك عنصر آخر تؤدي الزيادة منه إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ألا وهو الدهون، سواء الحيوانية أم النباتية ولكن النباتية أفضل، هناك أيضًا الفيتامينات بأنواعها المختلفة، وهي موجودة في الفواكه والخضراوات، كذلك في الكبد، والدقيق الأسمر، وفي الحمضيات كالليمون والبرتقال، وهناك “فيتامين د” الذي يتكون بمساعدة أشعة الشمس ويقي الإصابة بهشاشة العظام، وأخيرًا المعادن التي تدخل في تركيب العظام والأسنان كالكالسيوم أو التي تدخل في تركيب هيموجلوبين الدم كالحديد وغيرها ونجدها في الألبان ومشتقاتها، وكذلك في الخضراوات والكبد.
التوازن بين هذه العناصر الغذائية مجتمعة مع مراعاة اختلاف طبيعة الأجسام والحالة الصحية، يساعد الجسم على النمو بشكل طبيعي مجتنبًا عديدًا من الأمراض الجسدية والعقلية وربما النفسية كذلك، ولا بد أن نشير هنا إلى ضرورة العناية بسلامة الأسنان، إذ تبدأ رحلة التغذية منها، وذلك من خلال الروتين اليومي لتنظيف الأسنان، والروتين نصف السنوي عن طريق زيارة الطبيب مع ضرورة التقليل من السكريات والحلويات لتجنب مشكلات التسوس، أو الخلع أو التآكل أو الالتهابات وخصوصًا إذا كان هناك استعداد وراثي لذلك مع عادات غذائية سيئة.
هذه العملية الغذائية المتكاملة لن يلعب دورها المنزل فقط، تشاركه المدرسة أيضًا في ذلك، خصوصًا أنها تستوعب عددًا كبيرًا جدًّا من الطلاب في المراحل المختلفة ولفترات زمنية طويلة، وتأتي إسهامات المدرسة في هذا الباب من خلال تثقيف المعلمين وتوعيتهم أولًا من الناحية الصحية، لما لهم من تأثير كبير في طلابهم وخلطة طويلة بهم ومعرفة لإمكانياتهم واحتياجاتهم، كذلك يمكن أن يُستفاد من المناهج التعليمية في التوعية الطبية والغذائية للطلاب بحسب مراحلهم العمرية، وتسهيلها وتقديمها في أفضل صورة ممكنة.
الفكرة من كتاب مدخل إلى الصحة العامة
كلما تقدم الإنسان حضاريًّا دفع ضريبة ذلك التقدم، إما من ماله وإما من صحته وإما منهما معًا، وقد تكون الصحة في ذيل قائمة أولوياته من غير أن يشعر، فوفرة المطاعم السريعة والمصانع العاملة والحياة المترفة جلبت معها فواتير باهظة يدفعها الإنسان على عتبات المستشفيات ومراكز التغذية والأندية الرياضية، والعاقل من اتبع منهج الوقاية قبل العلاج.
مؤلف كتاب مدخل إلى الصحة العامة
زهير أحمد السباعي: أستاذ طب الأسرة والمجتمع، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1963م، وعلى دبلوم طب المناطق الحارة من معهد “برنارد نوخت” لطب المناطق الحارة بهامبورغ في ألمانيا عام 1965م، كما حصل على ماجستير في الصحة العامة من جامعة “جونز هوبكنز” بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1966م، وكذلك الدكتوراه في الصحة العامة من جامعة جونز هوبكنز عام 1969م، وله مؤلفات عدة في هذا الباب منها:
الطبيب: أدبه وفقهه.
تعليم الطب باللغة العربية.
الرعاية الصحية: نظرة مستقبلية.