ماذا لو نشؤوا في جو من الاستحسان؟
ماذا لو نشؤوا في جو من الاستحسان؟
يحتاج أطفالنا إلى الحب وهم في بطون أمهاتهم، وحتى بعد خروجهم إلى العالم يعتمدون على حبنا لهم، فيعلمون أننا نحبهم ونهتم بهم عندما نعاملهم بحنان، وندعم هذا الحب بلمسات وكلمات دافئة، فلا تكفي أبدًا كلمة “أحبك” إذا لم يشعر أطفالنا بأنهم محبوبون على الرغم من عيوبهم، وحينها سيكون بمقدورهم تنمية قدرتهم على حب الآخرين، وحينما نتقبَّل أطفالنا بلا شرط، فهذا يعني أننا لن نحاول تغيير صفاتهم الداخلية وشخصياتهم الحقيقية، وأن نتخلى عن أحلامنا التي نريد تحقيقها من خلالهم، وأن نعلم أطفالنا أن حبنا لهم بلا مُقابل، وليس كمكافأة نتيجة سلوك حسن، ولذا لا ينبغي أن نهدد بالتوقف عن حبنا بقولنا: “لن أحبك إذا..”.
لكن يقلق بعض الآباء من أنهم إذا تقبَّلوا أطفالهم بلا شروط، فلن يكون لدى أطفالهم ما يكافحون من أجله، ولكن في الحقيقة يجب على الأطفال أن يسعوا لتحقيق أهدافهم، وليس لنيل حب والديهم، لكن لا يعني تقبُّلنا لأطفالنا بلا شرط، أن نصبر على سلوك غير لائق، فمن الممكن أن نجمع بين الاثنين؛ نتقبَّلهم ونعترض على سلوكياتهم المرفوضة، وبما أن الأطفال مشاهدون أذكياء فيكتسبون من الطريقة التي يتعامل بها الأب والأم معًا نموذجًا للحب والقبول في الحياة العائلية وحياتهم الزوجية مستقبلًا، ووُجد أيضًا أن الأطفال الذين يُحاطون بالحنان، ويثقون في حب من حولهم، يتمتعون بالقوة الكافية لتحقيق أهدافهم، وتوصيل أفكارهم إلى الآخرين، وتبادل الحب في علاقاتهم.
وحتى عندما لا نُعبر عن مشاعرنا بوضوح، فأطفالنا خبراء في معرفة ما نحب وما نكره، وهذا لا يعني أن أفعالهم ستتوافق مع هذه المعرفة دائمًا، فعندما ينضج أطفالنا سيكوِّنون معاييرهم الخاصة التي قد تختلف كثيرًا عن معاييرنا، لكن لا تقلق لأنهم إذا نضجوا غلبت عليهم القيم الأساسية التي تربَّوا عليها، لذا من المهم أن تكون الرسائل التي نعلِّمهم إياها حول اتخاذ قرارات أخلاقية في أثناء نموهم واضحة وقوية، وألا تكون صارمة جدًّا فتؤدي إلى العصيان، وعندئذٍ عندما يأتي وقت الاختيار، سيجدون أساسًا قويًّا يعتمدون عليه، وأيضًا من المهم أن نكون قدوة حسنة لأطفالنا ليحصلوا على مستوى رفيع للسلوك الأخلاقي.
الفكرة من كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
يرغب معظم الآباء في أن يكونوا مُحبين لأطفالهم، ومتعاطفين، وصادقين معهم، لكن للأسف نتيجة لعدم الوعي السائد، والشعور بالخوف، ينقل الآباء اضطراباتهم الانفعالية إلى أطفالهم.
فيوضح هذا الكتاب كيف نكون أقل انتقادًا، وأكثر تسامحًا، وأكثر تقبُّلًا للأطفال، وأقل عدائية، فيساعدنا على أن نصبح الآباء الذين طالما حلمنا بأن نكونهم، وأن نربي أطفالًا نفخر بهم دائمًا.
مؤلف كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
دوروثي لو نولتي : كاتبة وشاعرة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Teenagers learn What They Live.
First Things First.
Living With Children.
راشيل هاريس: مؤلفة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Best Ribs Ever.
Nadia’s Good Deed.
Organise!