ماذا لو نشؤوا في جو من الخوف؟
ماذا لو نشؤوا في جو من الخوف؟
يستمتع الأطفال بالألعاب التي تثير لديهم الخوف، وتثيرهم أفلام الرعب، لكن العيش في جو من الخوف الحقيقي له وقع مختلف تمامًا عليهم، سواء كان مصدر هذا الخوف عنفًا جسديًّا، أو إيذاءً نفسيًّا، أو مصدرًا أقل إزعاجًا كالخوف من شخصيات معينة، أو من حيوانات وهمية موجودة تحت الفراش، حيث يدمر الخوف ثقة الطفل بنفسه، وإحساسه بالأمان؛ فتقل قدرته على التواصل مع الناس، والتفاعل مع مواقف الحياة، وقد ينظر الآباء إلى بعض مصادر الخوف عند أطفالهم نظرة دهشة، حيث تبدو هذه الأشياء لهم مألوفة جدًّا، فبعض مصادر الخوف تكون بسبب وجود كلب جديد في المنطقة، أو بسبب أخذ الطفل لبعض العبارات المجازية على محمل الجد، كسماعه لحديث أمه مع صديقتها بأنها ستنهار! فيكون الطفل هنا بحاجة إلى بعض الطمأنينة والمعانقة.
وعامة أيًّا كان مصدر خوفهم يجب أن تتعامل معه بشكل جاد، وسيساعدك على ذلك أن ترى العالم من منظور أطفالك، وأيه محاولة لكتم أو تجاهل مشاعرهم هذه، كزجرهم بعبارات من قبل “لا تكن أحمق”، أو “تصرف كالكبار” تجعلهم يخفون مشاعرهم، فتستمر هذه المشاعر في التزايد، وقد تتساءل: “كيف نستطيع التفرقة بين طفل خائف بالفعل، وطفل آخر يريد جذب الانتباه فقط؟”، وفي الحقيقة لا ينبغي أن تقلق ما إذا كان طفلك يخدعك أم لا؟ ففي النهاية احتياج الطفل إلى الاهتمام حق من حقوقه مثل احتياجه إلى الطعام.
ولا يمكن نكران دور الأزمات العائلية على الأطفال، حتى ولو كانوا لا يدركون تفاصيل هذه الأزمة، فقد يشعرون كما لو أن العالم ينهار من حولهم، وبعيدًا عن موت أحد الوالدين، فالطلاق يُعدُّ أكثر حدث مخيف في حياة الطفل، لأن الطفل يعتقد أنه إذا ترك أحد والديه المنزل، فإنه سيتركه أيضًا، فينشأ لديه شعور بالقلق والهجر، أما نحن معشر أولياء الأمور، فينتابنا شعور آخر بالخوف، وهو خوفنا من كون أطفالنا قد يعانون مما كنا نُعانيه ونحن في مثل سنهم، وللأسف قد يؤدي اعتقادنا هذا إلى تصرُّفنا بطريقة غير مناسبة، وباختصار يجب على الوالدين الانسحاب، وإعطاء الفرصة للطفل للتعلُّم من تجاربه الشخصية، والحق في المعاناة من أحزانه الخاصة، والإدراك بأن الأطفال يتعلَّمون كيفية التغلُّب على مخاوفهم عن طريق مشاهدتهم لكيفية تعامل والديهم مع مخاوفهم، وتركهم يرون كل صغيرة وكبيرة يقومون بها للتخفيف عن أنفسهم.
الفكرة من كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
يرغب معظم الآباء في أن يكونوا مُحبين لأطفالهم، ومتعاطفين، وصادقين معهم، لكن للأسف نتيجة لعدم الوعي السائد، والشعور بالخوف، ينقل الآباء اضطراباتهم الانفعالية إلى أطفالهم.
فيوضح هذا الكتاب كيف نكون أقل انتقادًا، وأكثر تسامحًا، وأكثر تقبُّلًا للأطفال، وأقل عدائية، فيساعدنا على أن نصبح الآباء الذين طالما حلمنا بأن نكونهم، وأن نربي أطفالًا نفخر بهم دائمًا.
مؤلف كتاب الأطفال يتعلَّمون ما يعايشونه: كيف تكون قدوة لأطفالك حتى تغرس فيهم القيم
دوروثي لو نولتي : كاتبة وشاعرة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Teenagers learn What They Live.
First Things First.
Living With Children.
راشيل هاريس: مؤلفة أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
Best Ribs Ever.
Nadia’s Good Deed.
Organise!