العنف ضد الأطفال
العنف ضد الأطفال
أحد صور العنف الأشد سلبية واستنكارًا هو الموجه ضد الأطفال، سواء كان اعتداءً بدنيًّا أم لفظيًّا أم معنويًّا بما يهدد صحته وسعادته، وتتنوع أنماط تلك الإساءات، فمنها الجسدية والجنسية والانفعالية والإهمال.
كعادتنا سنعدد العوامل التي تسبب تلك المشكلة أو تنميها، أولًا العزلة الاجتماعية التي تعاني منها بعض الأسر نتيجة الفقر أو الهجرة، ثانيًا التوقعات الخيالية للطفل، سواء كان توقعًا ببلوغ مستوًى دراسيٍّ معين أم ممارسة سلوك ما بإتقان، ويكون العنف رد فعل على فشل الطفل في تحقيق تلك التوقعات، ثالثًا مبالغة الأهل في انتقاد كل تصرف للطفل، ورابعًا الصرامة في الأوامر الموجهة إليه، لدرجة عدم وجود تفاعل وتواصل طبيعي إيجابي بين الطفل ووالديه، اللذين يفتقران إلى مهارات التربية الأساسية.
كيف نعرف الأطفال الذين تعرضوا لعنف أو لإساءة؟ عن طريق سماتهم الظاهرة، كارتدائهم ملابس غير مناسبة لبيئتهم نتيجة إهمال الأهل، وعدم انتظامهم في دراستهم، بالإضافة إلى معاناتهم من تقلبات سلوكية ومزاجية حادة مفاجئة، بجانب القلق من أي اتصال جسدي طبيعي، وتأخر النمو الصحي وامتلاك عادات سلبية كالتأخر في النمو وقرض الأظافر والقلق.
أما بالنسبة إلى المعنفين، فمن سماتهم الضعف في تقدير ذواتهم، والنقص الحاد في الثقة بالنفس، والافتقار إلى السوية النفسية، إلى جانب الصعوبة في السيطرة على الانفعالات، وقد يكون الإدمان له دور في حالتهم أيضًا.
والحل يكمن في تعليم الأهل المهارات الأساسية للتربية عبر دورات ثقافية متخصصة، والعمل على تحسين ظروفهم الاقتصادية، وعند حد معين يجب على المؤسسات المتخصصة فصل الطفل عن أهله.
الفكرة من كتاب أسباب وأبعاد ظاهرة البطالة: وانعكاساتها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع ودور الدولة في مواجهتها
تعاني المجتمعات اليوم من مشكلات اجتماعية عديدة تعرقل من عملية نموها، وتنتشر في مستويات مختلفة كالسرطان لتنال من جميع أفرادها، ومن أكثر المشكلات خطورة ظاهرة البطالة، لما لها من انعكاسات مدمرة، حتى إنها تغذي أمراضًا أخرى مثل غياب الوعي السياسي السليم، وانتشار الإساءات والعنف ضد الأطفال.
سنقوم بتشريح تلك الأمراض، لنعلم ما أسباب البطالة والعوامل المؤثرة فيها، وما دور مؤسسات الدولة في التعامل معها، بالإضافة إلى معرفة كيف أن التنشئة السياسية السليمة لأفراد المجتمع تشبع قيم الحرية والانتماء، وأخيرًا نقف أمام العنف لنعرف صوره وأسبابه، ونتناول الإساءات الموجهة ضد الأطفال وآثارها فيهم، وما هو دورنا تجاههم.
مؤلف كتاب أسباب وأبعاد ظاهرة البطالة: وانعكاساتها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع ودور الدولة في مواجهتها
طارق عبدالرؤوف عامر، دكتور وكاتب مصري له مؤلفات عدة في مجالات التربية وعلم الاجتماع، من أهمها: “احتياجات المجتمع وتحديات المستقبل”، “دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء التوجهات العالمية المعاصرة”.