آثار البطالة

للبطالة آثار سلبية عديدة تنعكس على الفرد والمجتمع، فيصاب الفرد بمزيج من اليأس والغضب، ويفقد الأمل في مستقبله، وتنعدم السعادة في حياته، ويختفي رضاه عن نفسه، كما يكون أكثر عرضة للأمراض النفسية والعقلية والجسدية، بينما تتسع تلك الأمراض على نطاق المجتمع، فتضرب البطالة في شعور الانتماء لدى الأفراد، وتكون تربة خصبة للتطرف والعنف ضد فئات معينة في المجتمع أو مؤسسات للدولة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما أن البطالة ترفع من معدلات السفر إلى الخارج، بحثًا عن عمل مناسب لبعض الفئات التي أهدرت قوتها وضاعت فرص الدولة في الاستفادة منها بشكل مباشر في الإنتاج المحلي، وكذلك تظهر الطبقات الفقيرة عادات سوقية خصوصًا في العشوائيات.
فما دور مؤسسات الدولة في محاربة تلك الظاهرة ومعالجة أسبابها؟                    

يجب عليها أن ترفع من معدل النمو الاقتصادي، وتشجع الاستثمار الخارجي وترعاه وتسهل من شروطه وإجراءاته، بجانب تنمية المشروعات الصغيرة المحلية ودعمها، وزيادة دخل الأفراد لضمان حياة كريمة، وذلك لن يتحقق دون خفض معدل النمو السكاني، الذي يتضاعف سريعًا آكلًا الأخضر واليابس.

كذلك من المهم جدًّا معالجة القصور بين الخريجين واحتياجات سوق العمل، عبر تطوير سياسات التعليم لمواكبة العصر، وتدريب العمالة الماهرة، إلى جانب محاولة تحقيق التوازن بين أعداد الخريجين وعدد الفرص المتاحة لهم في مختلف المجالات، وبالتأكيد لن تتحقق تلك الإصلاحات دون وعي الأفراد ومساعدتهم فيها، وذلك لن يتم إلا عبر إشراكهم في أنشطة ثقافية واجتماعية تنمي من دورهم ووعيهم بالمشكلة وأبعادها وآثارها.

تعاني المجتمعات اليوم من مشكلات اجتماعية عديدة تعرقل من عملية نموها، وتنتشر في مستويات مختلفة كالسرطان لتنال من جميع أفرادها، ومن أكثر المشكلات خطورة ظاهرة البطالة، لما لها من انعكاسات مدمرة، حتى إنها تغذي أمراضًا أخرى مثل غياب الوعي السياسي السليم، وانتشار الإساءات والعنف ضد الأطفال.

سنقوم بتشريح تلك الأمراض، لنعلم ما أسباب البطالة والعوامل المؤثرة فيها، وما دور مؤسسات الدولة في التعامل معها، بالإضافة إلى معرفة كيف أن التنشئة السياسية السليمة لأفراد المجتمع تشبع قيم الحرية والانتماء، وأخيرًا نقف أمام العنف لنعرف صوره وأسبابه، ونتناول الإساءات الموجهة ضد الأطفال وآثارها فيهم، وما هو دورنا تجاههم.

طارق عبدالرؤوف عامر، دكتور وكاتب مصري له مؤلفات عدة في مجالات التربية وعلم الاجتماع، من أهمها: “احتياجات المجتمع وتحديات المستقبل”، “دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء التوجهات العالمية المعاصرة”.