كيف تحافظ على صحتك العقلية؟
كيف تحافظ على صحتك العقلية؟
يجدر بنا هنا أن نذكر بعض الوصايا للحفاظ على صحتك العقلية، كذلك لتساعدك على دعم توازنك النفسي، فلا ينتظر الإنسان مرضه حتى يبدأ النظر إلى حياته، بل لا بد أن يخلط تلك الوصايا بيومه وتكون هي أساس عاداته الوجدانية والفكرية والتنفيذية، وهي وصايا متكاملة تشكل النواحي السيكولوجية والاجتماعية والبيولوجية.
لا بد أن تمارس عادات صحية تساعد على سلامة جسدك وصحته، فالنفس السوية والعقل السليم في الجسم السليم، وطريق السعادة والحكمة يبدأ دائمًا بمعرفة النفس، فليكن لك وردك من التأمل والتعرف على نفسك.
كما لا يمكن للإنسان أن يعيش وحده، بل لا بد أن يعيش مع غيره، فلا بد من التعرف على الغير، سيساعدك ذلك على الانسجام وراحة البال في العلاقات.
حاول أن تواجه الواقع كما هو لا كما تريد، خطط لمستقبلك دون أوهام تبعدك عن الواقع، ولا تنس أن تحترم إيقاع جسدك من صحة وتعب، فهو بحاجة إلى الراحة، كذلك تحتاج إلى تنويع أنشطتك وهواياتك.
تذكّر دائمًا أنك عضو في مجتمع له تراث ثقافي وحضاري، من حقك أن تستمتع بهذا التراث الحضاري، ولا ينحصر ذلك في الثقافة المادية فقط، بل الروحية أيضًا، من كشف أسرار الطبيعة والنفس والجمال.
حاذر من الجدية، وتعلم فن الضحك، ونمِّ في نفسك روح الفكاهة والمزاح، ولا تنعزل عن العالم، وابحث عن أصدقاء أوفياء تلجأ لهم عند الضرورة، يكونون متنفسًا لبوحك، ومرشدين لك في طريقك. لا يمكن للإنسان أن تكتمل شخصيته دون أن يشعر بأنه عضو فاعل في مجتمعه، فليكن لك نشاطك الاجتماعي، ودعّم أواصر الارتباط بمن حولك من أسرتك وقريتك ومجتمعك. إن جوهر الصحة النفسية والعقلية يكمن في تغلب الإنسان على الأنانية، واختياره التعاون والتسامح على الصراع والتنافس والحقد والبغضاء.
الفكرة من كتاب شفاء النفس
لقد فقدنا قدرتنا على التعرف على السعادة والوصول إليها، فلم يخطُ الإنسان في نفسه، بقدر ما خطا وتحرك في الكون من حوله، ولمّا كان هذا.. جلبت لنا الحضارة والتحديث الكثير من الأمراض، وإن من أهم تلك الأمراض أن الإنسان أصبح تائهًا في الحياة، لا يدرك نفسه، ولا يدرك من حوله، كذلك فقد قدرته على أن يحيا ويعيش بهناء وسعادة.
يتناول كتابنا توضيح مشكلة السعادة، ثم يتناول أعراض فقدنا لتلك السعادة، من استفحال الأمراض النفسية والخلقية في الإنسان، فكيف نشأت تلك الأمراض؟ وما تأثير البيئة في نشوئها؟ وما طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي؟ وما سبيل شفاء النفس في عصرنا الحديث؟
مؤلف كتاب شفاء النفس
يوسف مراد: أبرز علماء النفس العرب، فهو الفيلسوف والمنظر للمذهب التكاملي في علم النفس. وقد تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب عام ١٩٣٠م، وسافر عام ١٩٣١ إلى فرنسا، وحصل على شهادة الدراسات العليا، ثم في عام ١٩٤٠ حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف من فرنسا، عاد إلى مصر وكان أول من درس علم النفس باللغة العربية لأول مرة في الكلية.
كتب العديد من المؤلفات منها: سيكولوجية الجنس، دراسات في التكامل النفسي، شفاء النفس.