طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي
طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي
طريقة العلاج النفسي المثالية هي التي تتناول الشخصية بشكل متكامل وتنفذ إلى أعماقها، فلا تنظر إلى مجرد العرض الظاهر بل إلى علة المرض الحقيقي، وكل مدرسة في علم النفس ينطوي داخلها مذهب فلسفي معين تجاه الطبيعة البشرية.
أولى تلك الفلسفات فلسفة فرويد، وهي فلسفة ميكانيكية جبرية، تعامل الإنسان كأنه آلة تخضع لقوى مختلفة يمكن التغلب عليها بالحيل فقط. من أهم تلك القوى: الغريزة الجنسية، والأمور التي يتلقاها الطفل من السلطة، وتلك القوى لا شعورية في الطفل، أما المرض النفسي فهو صراع قائم بين الشعور واللا شعور.
أما مدرسة يونج فتختلف بشكل يسير عن فرويد، فهو يمزج بين الدوافع والعناصر الجنسية واللا جنسية، وخلف اللا شعور الفردي هناك آخر جمعي، يضم كل الصور الأولية والبدائية من أساطير وأحلام ورغبات، والمرض النفسي عنده هو الصراع القائم بين العنصر العقلي واللا عقلي المسمى عنده بالعنصر الديني.
أما فلسفة أدلر فتمتاز بكونها غائية اختيارية وتفاؤلية، فهي نقيض ميكانيكية فرويد، والإنسان عنده ليس أسير الغرائز ولا الوراثة وكذلك لا شعوره الفردي أو الجماعي، فالإنسان سيد مصيره، وفي إمكانه تغيير اتجاه حياته. وكما ينظر فرويد إلى الماضي، لا ينكر ذلك أدلر، لكنه ينظر إلى المستقبل ويعتبر الغاية توجه السلوك وتعينه، وعكس فرويد ينظر أدلر إلى الإنسان من جانبه الاجتماعي.
أما فلسفة أدلف ماير فهي أشبه بفلسفة أدلر؛ تتلخص في عبارته: “حسّن نفسك”، وترتكز على الثقة بإمكان التحسين، واعتقاد الفرد بأن أسمى قوة تتمثل في إرادته، والعلاج في فلسفة ماير يهدف إلى تحقيق التكامل في مراتبه الثلاثة: البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية، فهي فلسفة تنظر نظرة شاملة إلى الإنسان والطبيعة البشرية.
الفكرة من كتاب شفاء النفس
لقد فقدنا قدرتنا على التعرف على السعادة والوصول إليها، فلم يخطُ الإنسان في نفسه، بقدر ما خطا وتحرك في الكون من حوله، ولمّا كان هذا.. جلبت لنا الحضارة والتحديث الكثير من الأمراض، وإن من أهم تلك الأمراض أن الإنسان أصبح تائهًا في الحياة، لا يدرك نفسه، ولا يدرك من حوله، كذلك فقد قدرته على أن يحيا ويعيش بهناء وسعادة.
يتناول كتابنا توضيح مشكلة السعادة، ثم يتناول أعراض فقدنا لتلك السعادة، من استفحال الأمراض النفسية والخلقية في الإنسان، فكيف نشأت تلك الأمراض؟ وما تأثير البيئة في نشوئها؟ وما طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي؟ وما سبيل شفاء النفس في عصرنا الحديث؟
مؤلف كتاب شفاء النفس
يوسف مراد: أبرز علماء النفس العرب، فهو الفيلسوف والمنظر للمذهب التكاملي في علم النفس. وقد تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب عام ١٩٣٠م، وسافر عام ١٩٣١ إلى فرنسا، وحصل على شهادة الدراسات العليا، ثم في عام ١٩٤٠ حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف من فرنسا، عاد إلى مصر وكان أول من درس علم النفس باللغة العربية لأول مرة في الكلية.
كتب العديد من المؤلفات منها: سيكولوجية الجنس، دراسات في التكامل النفسي، شفاء النفس.