تعريف المرض النفسي ومراحل تشخيصه
تعريف المرض النفسي ومراحل تشخيصه
للتعرف على المرض النفسي، يمكننا أن ننظر إلى غرضه، فهو سلوك شاذ يحاول حل المشكلات الشخصية أو يحاول تخفيف التوتر الناتج عنها، ومن الاستجابات ما قد ينجح وما قد يخفق تجاه المشكلات، وهو سلوك وعادة مكتسبة، قد تعلمه الشخص من تجاربه اليومية ومن خلال بيئته التي يعيش فيها، من تربية وما إلى ذلك، فهو وبلا شك يعبر عن شخصية قد تفككت، وبهذا الشكل فالعلاج النفسي هو محاولة لاكتشاف تلك العادات السيئة، واستئصالها، ومحاولة استبدالها ومساعدة الشخص لاكتساب عادات جديدة وحميدة، ومحاولة تغيير أسلوب حياته القديم.
ولأجل التعرف على المرض النفسي وتشخيصه، يمر ذلك بثلاث مراحل:
أول تلك المراحل الوصف؛ وصف استجابات الشخص للمواقف الخارجية، ومحاولة الربط بين الموقف الخارجي وهذه الاستجابة، فتظهر للملاحظ أسباب وعوامل، لكن تبقى هناك في الخلف عوامل خفية لا تظهر بشكل مباشر، بل تحتاج إلى فحص وتدقيق، فلا بد هنا من التأويل ومحاولة توضيح تلك الدلالات.
المرحلة الثانية، وهي محاولة الملاحظ أو المعالج الكشف عن الدوافع الدفينة وراء هذه الاستجابات، فالمرض النفسي ما هو إلا محاولة لإرضاء هذا الدافع الدفين، أو محاولة الدفاع عنها.
أما المرحلة الثالثة، فهي محاولة التعرف على شخصية المريض على أتم وجه، والبحث عن طبيعة المريض النفسي، وتحليل المريض من جميع وجوهه، فيكشف عن ميوله وصفاته وعوامل المساعدة أو العوائق الإيجابية والسلبية منها، فبعد الكشف عن ذلك، يساعد المعالج المريض ليتغلب ويتعامل مع ما يمكنه تغييره، وكذلك قبول تلك العوائق التي لا يمكن التأثير فيها أو تغييرها، فيحاول المريض أن ينظر إليها بعين الرضا والفهم.
الفكرة من كتاب شفاء النفس
لقد فقدنا قدرتنا على التعرف على السعادة والوصول إليها، فلم يخطُ الإنسان في نفسه، بقدر ما خطا وتحرك في الكون من حوله، ولمّا كان هذا.. جلبت لنا الحضارة والتحديث الكثير من الأمراض، وإن من أهم تلك الأمراض أن الإنسان أصبح تائهًا في الحياة، لا يدرك نفسه، ولا يدرك من حوله، كذلك فقد قدرته على أن يحيا ويعيش بهناء وسعادة.
يتناول كتابنا توضيح مشكلة السعادة، ثم يتناول أعراض فقدنا لتلك السعادة، من استفحال الأمراض النفسية والخلقية في الإنسان، فكيف نشأت تلك الأمراض؟ وما تأثير البيئة في نشوئها؟ وما طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي؟ وما سبيل شفاء النفس في عصرنا الحديث؟
مؤلف كتاب شفاء النفس
يوسف مراد: أبرز علماء النفس العرب، فهو الفيلسوف والمنظر للمذهب التكاملي في علم النفس. وقد تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب عام ١٩٣٠م، وسافر عام ١٩٣١ إلى فرنسا، وحصل على شهادة الدراسات العليا، ثم في عام ١٩٤٠ حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف من فرنسا، عاد إلى مصر وكان أول من درس علم النفس باللغة العربية لأول مرة في الكلية.
كتب العديد من المؤلفات منها: سيكولوجية الجنس، دراسات في التكامل النفسي، شفاء النفس.