الاستجابات الشاذة وأساليبها
الاستجابات الشاذة وأساليبها
استجابة الإنسان للموقف الخارجي تكون في هيئة شكلين متعارضين، إما إقدام وإما إحجام، وهناك حالة وسط بين الاثنين، وهي حالة إرجاء الاستجابة لعدم توافر شروط حدوثها، وهي حالة الانتظار.
ولتلك الاستجابات حدود اعتدال، لكن بتجاوزها بالزيادة أو النقصان، أو كونها مصحوبة بحالات انفعالية عنيفة، انتقلت تلك الاستجابات من مجال السواء إلى الشذوذ؛ الإقدام الشاذ هو ما يتخذ شكل التجني والاعتداء، والإحجام الشاذ هو ما يتخذ شكل النكوص والانطواء وتجنب المشكلة، أما الانتظار الشاذ فيأخذ شكل التردد الذي يدوم ليتحول إلى قلق وسواسي وحصر نفسي، وهناك نوعٌ آخر من الاستجابات يتوسط تلك الاستجابات الشاذة، وهو الاستعطاف الشاذ. يتحقق الاستعطاف الشاذ عن طريق تصنع أعراض مرضية، لكن بشكل لا شعوري من الفرد نفسه، فهو غيظ وكبت بعد أن خاب الشخص في كل محاولاته لحل مشكلته. فمثلًا جندي الحرب الذي يهاب المعارك يأمل أن يصاب بعاهة، فتتحقق له هذه الأمنية ويصاب بالفعل بشلل في ذراعه، ويتخلص من عبء كونه جنديًّا دون أن يعترف بجبنه، هذا الشلل هو عرض هستيري يرنو إلى الاستعطاف والتبرير.
ويرجع سلوك مثل هذا الأساليب إلى البنية الفطرية للشخص، وتأثير بيئته وتربيته وما تم تغذيته به من السلوكيات في أثناء طفولته، فتربية الطفل الخالية من الحزم والثبات تؤدي إلى السلوك الاعتدائي، والتربية الإرهابية القسرية ينزع فيها الطفل إلى النكوص ويميل إلى العزلة والانفراد، وإن كانت مثل هذه الأمراض مجبولة في الشخص، لكن البيئة هي العامل الأساسي في تعزيز ظهور مثل تلك الأمراض، أو ربما إضعافها وعدم ظهورها على الإطلاق.
الفكرة من كتاب شفاء النفس
لقد فقدنا قدرتنا على التعرف على السعادة والوصول إليها، فلم يخطُ الإنسان في نفسه، بقدر ما خطا وتحرك في الكون من حوله، ولمّا كان هذا.. جلبت لنا الحضارة والتحديث الكثير من الأمراض، وإن من أهم تلك الأمراض أن الإنسان أصبح تائهًا في الحياة، لا يدرك نفسه، ولا يدرك من حوله، كذلك فقد قدرته على أن يحيا ويعيش بهناء وسعادة.
يتناول كتابنا توضيح مشكلة السعادة، ثم يتناول أعراض فقدنا لتلك السعادة، من استفحال الأمراض النفسية والخلقية في الإنسان، فكيف نشأت تلك الأمراض؟ وما تأثير البيئة في نشوئها؟ وما طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي؟ وما سبيل شفاء النفس في عصرنا الحديث؟
مؤلف كتاب شفاء النفس
يوسف مراد: أبرز علماء النفس العرب، فهو الفيلسوف والمنظر للمذهب التكاملي في علم النفس. وقد تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب عام ١٩٣٠م، وسافر عام ١٩٣١ إلى فرنسا، وحصل على شهادة الدراسات العليا، ثم في عام ١٩٤٠ حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف من فرنسا، عاد إلى مصر وكان أول من درس علم النفس باللغة العربية لأول مرة في الكلية.
كتب العديد من المؤلفات منها: سيكولوجية الجنس، دراسات في التكامل النفسي، شفاء النفس.