تصورات الغرب الأساسية عن الإسلام
تصورات الغرب الأساسية عن الإسلام
ينتشر في الغرب أن الإسلام دين عربي شرق أوسطي، وذلك لأن لغة القرآن عربية وأغلبية الشعوب العربية مسلمة، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن ليخاطب كل البشر. ﴿قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّی رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَیۡكُمۡ جَمِیعًا﴾.
كما أن نحو 85% من المسلمين حول العالم من غير العرب، ولا يعرفون العربية بشكل فعلي، فالسبب في تصور أن الإسلام دين عربي هو ذنب المسلمين أكثر مما هو ذنب غير المسلمين، إذ يشعر المسلم المهاجر إلى المجتمعات الغربية أنها تنتهك ثقافته، فيحتج ضدها بالتمسك بجذوره مما قد يخالف التيار الأمريكي العام، مثل: اتخاذ أسماء عربية، وارتداء ملابس عربية، وإطلاق اللحى، والجلوس على الأرض، وتناول الطعام باليد والفصل بين الرجال والنساء.
أيضًا من أهم تصورات الغرب عن الإسلام أنه دين الإرهابيين، فبعد وفاة الرسول(ﷺ)، وقبل انتهاء القرن الهجري الأول سيطر المسلمون على العديد من نواحي العالم الأوروبي.
أما أوروبا فأخذت تستعيد قوتها حتى لحقت بالحضارة الإسلامية. وكان طرد المسلمين من الأندلس وحملة نابليون على مصر نقطة تحول حاسمة في تاريخ المسلمين، فخلال فترة الاستعمار الأوروبي صُور الإسلام على أنه دين العنف وأن المسيحية دين الرأفة، وكانت هذه إحدى أهم وسائل الحملات التبشيرية لتنصير شعوب إفريقيا وآسيا المسلمة.
ويعتقد الغربيون أن المسلمين قد قسموا العالم إلى “دار الإسلام ودار الحرب”، دار الإسلام (هي أراضٍ يحكمها مسلمون)، ودار الحرب (هي أراضٍ لا يحكمها مسلمون)، وللرد على ذلك يجيبنا القرآن بأن الحرب لا تقوم في الإسلام إلا للدفاع عن النفس أو لرفع الظلم، فلا يأمرنا الله بالاستسلام والسلبية، كما يمنع الاعتداء على العزل، وتدمير ممتلكات العدو السليمة، واستخدام القوة لإرغام الناس على دخول الإسلام. ويأمرنا الإسلام بالصفح إن طلب الأعداء السلم.
﴿وَقَـٰتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِینَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِینَ﴾.
كما يرى الغرب أن الإسلام دين ذكوري يكره النساء، وأن الرجل المسلم يعتبر المرأة تابعة له لا أكثر، ويعتبر النساء ذوات طبيعة لا عقلانية، وأنهن أكثر عاطفية من الرجال، ومن ثم يرفض أن تتولى المرأة أي منصب قيادي، إذ لا يمكن الاعتماد عليها. والواقع أن القرآن والسنة ساوى بين المرأة والرجل مساواة تامة.
الفكرة من كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
من عنوان الكتاب نجد أن الملائكة التي لا تخالف لله أمرًا تسأله عن سبب خلق الإنسان، وكذلك أسئلة الأنبياء والرسل، إذ قال إبراهيم ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى﴾. وأسئلة مثل ﴿يسألونك عن الأهلة﴾ و﴿يسألونك عن اليتامى﴾، فما أكثر الأسئلة التي تؤرق الحيارى، وما أكثر الإجابات التي يقدمها لنا القرآن.
وفى المجتمعات الحالية الإسلامية وغير الإسلامية أسئلة تُلاقي صدًّا وقمعًا يطرحها مسلمون، وملحدون، ومقبلون على الإسلام، مثل: “لماذا خلق الله الحياة الدنيا؟ ولماذا يطلب أن نعبده؟”، لذا يدعونا الكاتب للتدبر لإيجاد إجابات عقلانية وبراهين قاطعة، وأن نوفر بوصفنا مسلمين مناخًا متسامحًا للتساؤلات والشكوك دون غضب أو ترهيب.
مؤلف كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
جيفري لانج : بروفيسور أمريكي في الرياضيات في جامعة كنساس. حاصل على شهادة الفلسفة من جامعة باردو سنة ١٩٨١.
ولد جيفري لعائلة كاثوليكية، وتعلم في مدارس كاثوليكية، ثم ألحد في سن السادسة عشرة، وبقي كذلك حتى أسلم في الثامنة والعشرين، حيث قرأ نسخة مترجمة للقرآن فوجد فيه إجابات متماسكة ومنطقية لأسئلته وساعده ذلك على الإيمان بالله وأن يُصبح مسلمًا.
أهم مؤلفاته:
الصراع من أجل الإيمان.
ضياع ديني.
معلومات عن المترجم:
د.منذر العبسي: مترجم قام بترجمة كتاب آخر لجيفري لانج وهو الصراع من أجل الإيمان.