المشاهير والنوم
المشاهير والنوم
يصلنا من حكايات كثير من العلماء والكتاب أو الفنانين أنهم كانوا قليلي النوم وغالب يومهم صحو في تخطيط وعمل، مثل هتلر ومارغريت تاتشر وسلفادور دالي الذي كان لمنع نفسه من النوم يجلس طيلة الوقت على كرسي يضع تحته طبقًا من معدن وبيده ملعقة، حتى إذا أدركه النوم بغتة أفلت الملعقة من يده فاصطدمت بالطبق لتحدث صوتًا رنانًا يجبره على الاستيقاظ مجددًا، وليوناردو دافنشي الذي وُجد أنه كان ينام ساعة ونصف فقط يوميًّا مع غفوات قليلة لمدة خمس عشرة دقيقة كل أربع ساعات، لذلك ارتبط النجاح والإبداع في عقول الناس بالمشقة وحرمان النوم، والحقيقة الواضحة أن هذا اعتقاد خاطئ، فحتى لو تمكنت من السهر لإنجاز شيء ليوم أو اثنين أو حتى لأسبوع، لن تستطيع أن تسلك النهج ذاته طيلة عمرك، فتدريجيًّا مع الوقت سيتضاءل معدل تركيزك ويتضاعف في مقابله معدل التشتت والتخبّط.
وذكر التاريخ أيضًا نماذج عديدة لم يمنعهم النوم التقدم والتفوق، فالكيميائي “ديمتري مَنْدِليف” مؤسس الجدول الدوري وافته فكرته في منامه، والعالم “أوتولوفي” توصل إلى معلومة في حلمه مكنته من إثبات نظريته حول الانتقال الكيميائي للاندفاعات العصبية وربح بسببها جائزة نوبل في الطب، وتأثير النوم الجيد أيضًا لا يخفى في مجالات إبداعية كالكتابة والموسيقى، حيث استطاع “روبرت ستيفنسون” التوصل إلى حبكة إحدى روايته حين تمثلّت له في حلمه، وحدث الشيء ذاته مع “مارلي شيلي” في رواية “فرانكشتاين”، والموسيقار “بول مَكَارْتني” صمم لحنًا لأغنية أطربت الجميع بعد أن سمعها خلفية موسيقية في حلمه، ولم تنفصل الرياضة أيضًا عن تأثير النوم الجيد، إذ تمكن لاعب الجولف “جاك نيكولاس” من تصحيح رَميته بعد أن حلم بطريقة التسديد الصحيحة.
الفكرة من كتاب أريد أن أنام
كل ليلة وفي نهاية كل يوم مهما طال ينتهي بنا المطاف نائمين على الأسرَّة، قد ننام بسلاسة، أو يتقطّع نومنا، أو نأرق لليلة أو أكثر.
سواء كنت ممن ينامون نومًا هنيئًا عادة، أو ممن يتحايلون على النوم فيُعرض ولا يأتيهم، أو حتى ممن يحبون أن يبحثوا في خطوات الأمور اليومية كالنوم، فأنت هنا في مكانك الصحيح، هَدهِد تساؤلاتك وهيا بنا نُريح الفضول.
مؤلف كتاب أريد أن أنام
هارييت جريڤي: هي كاتبة وصحفية بريطانية، لها كتابات ومؤلفات كثيرة في مجال الصحة، وكتبت العديد من النشرات الإذاعية الصحية.
من أعمالها: كيف أنظم حياتي؟ كيف أكون سعيدًا؟ كيف أتخلص من التوتر؟
معلومات عن المترجمة:
ريم الطويل: مترجمة عربية، ترجمت عدة كتب لصالح دار “الساقي”، منها: كل ما أعرفه عن الحب، فنّ الهدوء.