جذور الكيمياء
جذور الكيمياء
يمتلك الإنسان غريزة فطرية لاستخدام الرموز تجعله يصوِّر الأشياء المادية وغير المادية بالأفكار والكلمات والصور، مثل الرسومات الموجودة على جدران الكهوف، وكذلك يفهم الإنسان بفطرته ازدواجية المتضادات ويستجيب للرمزية الجنسية، وكانت نتيجة هذه الغرائز وجود مجازات واستعارات لفهم الطبيعية وتحوُّلات المادة منذ ما يزيد عن ٢٥٠٠ عام، ومن أمثلة ذلك الماندالا التبتية، حيث يظهر فيها الدائرة التي ترمز إلى الاكتمال ودورة الحياة، والمربع الذي يرمز إلى العناصر الأربعة القديمة، وأزواج الخواص المتضادة: السخونة في مقابل البرودة والجفاف في مقابل الرطوبة، أما مركز الماندالا فإنه يشبه عنصر الأثير.
أما الأرقام فقد استمرت لسنوات طويلة تشير إلى دلالة رمزية كبيرة في الخيمياء، فالرقم “واحد” يشير إلى الله، والرقم “اثنان” يشير إلى جوهرَي الذكر والأنثى الموجودين في تكوين جميع الأشياء، والرقم “أربعة” يشير إلى العناصر الأربعة القديمة: التراب والماء والهواء والنار، وعدد المعادن السبعة التي حدَّدها القدماء مساوٍ لعدد الكواكب المرئية، وكذلك عدد الأبراج الفلكية مماثل لعدد شهور السنة.
كانت للحيوانات أيضًا دلالات في الخيمياء استخدمت للتعبير عن الظواهر غير المفهومة، فيشير دم التنين إلى حجر الفلاسفة، ويشير السلمندر إلى بذرة الذكورة المتقدة أو النار أو روح النار، أما طائر العنقاء فيشير إلى الميلاد مرة أخرى والحياة بعد الموت، وأفعى الديك تشير إلى عملية الإسقاط، وهي القوة التي تحوِّل المعادن.
أثَّرت ثقافات الشرق الأوسط في الخيمياء من خلال تناولها عملية التحول التدريجي للمادة في إطار روحاني، وكذلك أدَّت الحروب الصليبية إلى تبادل فكري ونقل الحملات الصليبية للممارسات الطبية
لجابر بن حيان والرازي، وابن سينا إلى أوروبا، والاقتناع بظاهرة تحوُّل الفلزات الخيميائية، وفي نهاية العصور الوسطى قام المفكرون الأوروبيون بجمع علوم القدماء وضمِّها مع المعارف التي أخذوها من الحضارات الإسلامية، كما طوَّروا أساليب للبحث ساعدت على تحديد معالم العلم الحديث، ومن أهمهم القديس ألبرتوس ماجنوس الملقب بـ”ألبرت الكبير”، كما نُشِر كتاب “اللؤلؤة الفلسفية” في عام ١٥٠٣م لمؤلفه جريجوريوس رايش، ويعد الكتاب أول موسوعة حديثة قيمة.
الفكرة من كتاب فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
يؤرخ الأستاذ آرثر جرينبرج الكيمياء من بدايتها عند الشعوب القديمة مرورًا بالحملات الصليبية وأخذها المعارف من المسلمين، وصولًا إلى القرن الواحد والعشرين، وينتهي برؤية مستقبلية لتطور تكنولوجيا النانو، ويتطرَّق خلال ذلك إلى أبرز العلماء وإنجازاتهم في الفترات الزمنية المختلفة، وبعض الأدوات والأجهزة المستخدمة قديمًا في العمليات الكيميائية، وبعضًا من أهم النظريات والاكتشافات في تاريخ الكيمياء.
مؤلف كتاب فن الكيمياء: ما بين الخرافات والعلاجات والمواد
آرثر جرينبرج: أستاذ الكيمياء بجامعة نيوهامبشير، سبق أن تولى منصب مدير برنامج الدراسات العليا في العلوم البيئية في جامعة روتجرز في الفترة ما بين (١٩٨٩ -١٩٩٤)، ثم أصبح رئيس قسم الكيمياء في جامعة نورث كارولينا في الفترة ما بين (١٩٩٤- ٢٠٠٠)، ثم أصبح عميد كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة نيوهامبشير في الفترة ما بين (٢٠٠٠-٢٠٠٥)، وهو مؤسس مجلة الكيمياء الهيكلية، ويشارك في تحريرها، نشر ما يزيد عن ١٣٠ مقالًا علميًّا، وألف خمسة كتب وشارك في تأليف ١٨ كتابًا.
من أعماله: “From Alchemy to Chemistry in Picture and Story”.
معلومات عن المترجمتين:
سارة عادل: خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، قامت بترجمة ومراجعة الكثير من الكتب في المجالات المختلفة، وكان من بينها كتب حقَّقت مبيعات مرتفعة، مثل كتاب: “التأمُّلات اليومية للناس الأكثر فعالية”، و”شوربة دجاج لحياة المراهقين”، والتي نُشرت من قبل مكتبة جرير، عملت في مؤسسة هنداوي مترجمًا أول ثم مراجع ترجمة.
من الأعمال التي ترجمتها: “العمل الجماعي من أجل الابتكار”.
زينب عاطف: خريجة جامعة عين شمس كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية، عملَت مترجمة في مؤسسة دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، ثم عملت مترجمًا أول ثم مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي، وفي عام ٢٠١٨ نالت جائزة على ترجمتها لكتاب “ثنائيو اللغة: الحياة والحقيقة” للمؤلف فرانسوا جروجون، من المركز القومي للترجمة بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية للكتاب كأفضل كتاب مترجم لعام ٢٠١٧.
من الأعمال التي ترجمتها: “فن الترويج الذاتي”، و”الحديقة السرية”.