أليس هو الذي يَعلَمُ السِّر وأخفَى؟
أليس هو الذي يَعلَمُ السِّر وأخفَى؟
فمن أسمائه “العَليم”: ومعناه الذي أحاط علمُهَ بكل شيء ولا يماثل عِلمَهُ عِلمُ أي شيء، والعالم من العباد من طَلَبَ العلمَ الموصلَ إلى معرفةِ الله تعالى.
ومن أسمائه “الخَبير”: ومعناه الذي يعلم بواطن الأشياء وخفاياها، والخبير من العباد من عرف خبايا نفسِهِ ليحذرها.
ومن أسمائه “الشَّهيد”: وهو بمعنى العليم لكن بالإضافة إلى الأمور الظاهرة، كما أن الخبير بمعنى العليم لكن بالإضافة إلى الأمور الباطنة.
ومن أسمائه “المُحصي”: ومعناه العالم الذي ينكشف في علمِهِ حدُّ كلِّ معلوم وعددُهُ ومبلغُهُ.
ومن أسمائه “السَّميع”: ومعناه الذي لا يَعْزُبُ عن إدراكه مسموع دون تغير يعتري سمعه أو جارحةٍ يسمع بها، والسميع من العباد من استعمل سمعه في سماع كلام الله وحديث رسوله (صلى الله عليه وسلم) وعلم أن الله سميعٌ لأقواله فحفظ لسانه من الآفات.
ومن أسمائه “البَصير”: ومعناه الذي يشاهد ويرى جميع ما في الكون، والبصير من العباد من استعمل بصره في النظر إلى عجائب ملكوت الله وعَلِمَ أن الله مُطلِعٌ عليه.
ومن أسمائه “الرَّقيب”: ومعناه الذي لا يَغفُلُ عن شيء، والرقيب من العباد من راقب حركاتِه وسكناتِه وسخرَهَا لينال رضا الله.
ومن أسمائه “الصَّمَد”: ومعناه الذي يُصْمَد إليه في الحوائج، والصمد من العباد من جعله الله سببًا لقضاء حوائج العباد.
ومن أسمائه “المُجيب”: ومعناه الذي يجيب مسألة السائلين.
ومن أسمائه “المُقيت”: ومعناه المستولي على الشيء بعلمه والقادر عليه بكمال قدرته.
ومن أسمائه “الواسِع”: ومعناه الواسع في علمه وإحسانه.
الفكرة من كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
تبلُغ معرفة معاني أسماء الله تعالى في الدين الإسلامي مبلغًا عظيمًا، إذ ورد في حديث أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة”، ولمّا كان كمال العبد وسعادته في التحلي بمعاني صفات الله -عز وجل- وأسمائه بقدر ما يُتصور في حقه
كان التعرف على معاني هذه الأسماء ونصيب العبد من التحلي بكل اسم منها من أشرف المعارف التي تقرب العبد من ربه وتوصله إليه، وللعباد حظوظ في التحلي بمعاني صفات الله بقدر سعيهم وتَرقّيهم في معرفتهم بمعانيها، ونحن نذكر في هذا الكتاب معنى كل اسم من أسمائه -سبحانه وتعالى- وحظ العبد من الاتصاف به.
مؤلف كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
أبو حامد الغزالي: إمام عصره في الفقه وعلم الكلام والتصوف، تصدَّرَ لتدريس العلم وهو ابن العشرين وطُلِبَ بالاسم من الخليفة للتدريس في المدرسة النظامية ببغداد، وهي منارة العلم في عصره، وكان يحضر مجلسه المئات من طلبة العلم، توقف عن التدريس وبدأ رحلته في التصوف التي استمرت عشرةَ أعوام والتي كتب فيها كتابه إحياء علوم الدين، ثم عاد بعد ذلك إلى بغداد وتصدر للتدريس مرةً أخرى حتى وافته المنية عام 505 هجريًّا.
من مؤلفاته:
إحياء علوم الدين.
أيها الولد.
الاقتصاد في الاعتقاد.