موانِع الرِّزق
موانِع الرِّزق
وبينما كانت الصَّدَقة هي السبيل إلى مُضاعفة المال في الدُّنيا وكَسب جبال من الحسنات في الآخرة، كانت هُناك أشياء في المُقابِل تمنع عمل هذه الصدقة، ويدخل في هذه الأشياء: الربا، والتأخُّر في سداد الدين، وعقوق الوالدين، ومَنع الصدقة، والكِبر.
إن واحدة من أكثر المقولات شُهرة تَقول: “عندما لا تدفع ثمن السلعة المُقَدّمة لَك، فاعلم أنك أنت السلعة”!
تلك المقولة تنطبق تمامًا على ما يُعرف بـ: “بطاقات الائتمان”، التي يستخدمها البعض دون أن يُدركوا أنهم يتعاملون بالربا! فهذِه البطاقة تَمنح لحامليها فُرصة اقتناء أي شيء لا يملكون ثمنه، وسداد الدين في ما بعد، ولكن كلما تأخروا في سداد الدين، زادت الفائدة المدفوعة مُقابل كل شهر تأخير!
فكيف لا يكون هذا سببًا من أسباب الفقر ومنع الرزق وقد قال الله في كتابه الكريم: “يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ”؟
ومثل الربا عقوق الوالدين، والمُماطلة في دفع الدين، وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) كثير الاستعاذةِ منهما.
ومَنعك عن غيرك الصَّدقة سبب لمنع الرِّزق عنك كما منعتها أنت عنهم، وقد كان هذا هو فِعل أصحاب الجنّة الذين وَرَدَ ذِكرَهُم في سورة “القلم”، فيقص الله (عز وجل) علينا فيها نبأ رجُل صالِح كان يَملِك بُستانًا يُقسِّم ثماره إلى ثلاثة أقسام: للفقراء والمساكين، وآل بيته، والقِسم الثالِث يُرد إلى الأرض ثانيةً للزراعة، فلمّا توفى هذا الرَجُل ووَرثهُ أبناؤه طمعوا في نصيب الفقراء، فسلّط عليهم الله آفة أحاطت بالبُستان وأصبحت جنة البُستان الخضراء كالليل المُظلِم.. ومُنِعَ عنهم خير البُستان الوفير.
ولا تزال هُناك أسباب قد تمنع عنك الرِّزق كـالكِبر، ولنا في قارون عِظة، فهو لمّا تكبّر خسف الله به وبداره الأرض، فإن أردت خير الدُّنيا والآخرة، عليك بترك هذه الموانِع.
الفكرة من كتاب زاد: أغنياء الجنة
“الفقـر.. زاد المُتقرِّب لربه، أما المال.. فهو أصل شرور العالم!”.. لعلك تتعجب للوهلةِ الأولى من هذه الجُملة، ولكن الحال أن هَذا هو الواقِع المعيش حاليًّا، فقد أصبح الفقـر وتمنيه وسيلة للتقرُّب إلى الله، فيأتي الكاتِب ليضرِب بهذا الاعتقاد الذي توارثناه واعتدنا ترديده عَرض الحائِط؛ مُستدرِجًا إياك في رحلةٍ يَمنحك فيها مُعادلة قُرآنية دقيقة لتحقيق الثراء.
ولا يكتفي الكاتِب بهذا، فتجده يدلك أيضًا على الأسباب التي إن أخذت بها تسوق الرِزق إليك، والمعوقات التي قد تمنعه عنك حتى وإن أخذت بكل أسبابه.
وفي النهاية يمنحك وميضًا من النور، وشُعلة من الأمل، لتمضي بها في طريق التعلُّم والتميز أيًّا كان سنك وحالك.
مؤلف كتاب زاد: أغنياء الجنة
إسلام جمال: كاتِبٌ، ورائد أعمال، ومُهندِسٌ مصري، تخرج في كلية الهندسة قسم الهندسة البحرية وعِمارة السفُن في جامعة الإسكندرية، وحَصل على ماجستير الهندسة البحرية من جامعة اللويدز في إنجلترا، وهو أيضًا واحِدٌ من أكبر رجال الأسواق المالية في الولايات المُتحدة التي تُعرف باسم: (وول ستريت- wall street)، ومُستثمر في أكبر الشركات مثل: جوجل، مايكروسوفت، آبل، وغيرها.
ومن أبرز كُتُبِه:
فاتتني صلاة.
لَكَنُود.