زُهّاد الدنيا.. أغنياء الآخِرة
زُهّاد الدنيا.. أغنياء الآخِرة
لعلك تتساءل الآن في حيرة: إن كانت علاقة الزُّهد بالفقر مُجرد خدعة، فما الزهد الحق؟
كان سُفيان الثوري نموذجًا للزهد، وعلمًا من أعلامه عند المسلمين، وفي الوقت نفسه كان من أغنياء المسلمين أيضًا! حتى عاب عليه أحدهم يومًا غِناه، فـكيف يدّعي الزهد وبحوزته كل هذا المال؟
فقال مقولته الشهيرة: “ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، لكن الزهد أن تكون الدنيا في يديك لا في قلبك، لا تُبالي بها إن أقبلت أو أدبرت”.
لم يَكُن سُفيان الثوري النموذج الوحيد في هذه الخِصال، بل النماذج كُثُر ممن نعرفهم بصلاحِهم وتقواهم وحُسن صحبتهم للنبي، ولكن من منّا يعرف عن زهدهم رغم غِناهم! إنهم ستة صحابة ضمن العشرة المبشرين بالجنة!
فكان على رأسهم سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وشراؤه للمُستضعفين ليحميهم من عذاب قريش، يليه سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، فعندما نادى النبي في غزوةِ تبوك في وقت العُسرة: من يُجهز الجيش وله الجنة؟ تكفل وحدَهُ بتجهيز ألف ومئتي بعير! وفي الوقتِ نفسه تصدّق سيدنا عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) بنصف ماله، وها هو سيدنا طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) لا يترك أحدًا من قبيلته إلا وكفاه السؤال، وقضى عن كل مديون دينه، وزوج من لا يستطيع الزواج، بل والأكثر من ذلك أنه بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يُرسل نفقة سنوية إلى زوجاته.
وقد عُرِفَ أيضًا عن سيدنا الزبير بن العوام، وسيدنا سعد بن أبي وقاص وغيرهم من الصحابةِ الكِرام (رضي الله عنهم) شدّة غِناهم، هؤلاء جميعًا أقبلوا على ربهم، وعلى الرغم من ثرائهم، جعلوا الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم.
الفكرة من كتاب زاد: أغنياء الجنة
“الفقـر.. زاد المُتقرِّب لربه، أما المال.. فهو أصل شرور العالم!”.. لعلك تتعجب للوهلةِ الأولى من هذه الجُملة، ولكن الحال أن هَذا هو الواقِع المعيش حاليًّا، فقد أصبح الفقـر وتمنيه وسيلة للتقرُّب إلى الله، فيأتي الكاتِب ليضرِب بهذا الاعتقاد الذي توارثناه واعتدنا ترديده عَرض الحائِط؛ مُستدرِجًا إياك في رحلةٍ يَمنحك فيها مُعادلة قُرآنية دقيقة لتحقيق الثراء.
ولا يكتفي الكاتِب بهذا، فتجده يدلك أيضًا على الأسباب التي إن أخذت بها تسوق الرِزق إليك، والمعوقات التي قد تمنعه عنك حتى وإن أخذت بكل أسبابه.
وفي النهاية يمنحك وميضًا من النور، وشُعلة من الأمل، لتمضي بها في طريق التعلُّم والتميز أيًّا كان سنك وحالك.
مؤلف كتاب زاد: أغنياء الجنة
إسلام جمال: كاتِبٌ، ورائد أعمال، ومُهندِسٌ مصري، تخرج في كلية الهندسة قسم الهندسة البحرية وعِمارة السفُن في جامعة الإسكندرية، وحَصل على ماجستير الهندسة البحرية من جامعة اللويدز في إنجلترا، وهو أيضًا واحِدٌ من أكبر رجال الأسواق المالية في الولايات المُتحدة التي تُعرف باسم: (وول ستريت- wall street)، ومُستثمر في أكبر الشركات مثل: جوجل، مايكروسوفت، آبل، وغيرها.
ومن أبرز كُتُبِه:
فاتتني صلاة.
لَكَنُود.