خَـدَعُوكَ.. فقالوا!
خَـدَعُوكَ.. فقالوا!
يَروي الكاتِبُ لنا حكايته بعد أن حضرَ ذاتَ يومٍ خطبة في أحد المساجِد، تحدّث فيها الخطيب عن قصة أحد التابعين الذين اتسموا بِحُسنِ الخُلُقِ والورع، والجد في طلب العِلم، فتعلّق قلب صاحِبنا –أي الكاتِب- بهذا التابعي، وأراد السير على نهجه، وكان أكثر ما التصق بذهنه عنه مدح الخطيب لزهد هذا التابعي في الدنيا، وفقره!
كبر الكاتب وهو لا يتخيل وجهًا آخر للصلاح غير أن يكون فقيرًا، وإلى جانب هذه القصة اقترنت بذهنه قصة ربط النبي (صلى الله عليه وسلم) حجرًا على بطنه لشدة ما يشعر به من الجوع، فتأكَّد الاعتقاد في عقله بأن المال شر، والصالح لا بد أن يكون فقيرًا ليُحبه الله.
ليستفيق فجأة على استعاذةٍ وَردت عن النبي، إذ يقول: “اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكفرِ والفقر” كانت صاعِقَة، فكيف يكون الفقر أصل كل خير ويستعيذ النبي بالله منه في جملة واحدة مع الكُفر؟!
ليبحث فيجد في حياة النبي العديد من المواقف التي تنفي القناعة التي كبر بها، فلما أتت والدة أنس بن مالك (رضي الله عنه) بابنها إلى النبي، وقالت له إنه خادِمُه، وطلبت منه الدعاء له، قال: “اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِي ما أعْطَيْتَهُ”، وكان كثيرًا ما يدعو (صلى الله عليه وسلم): “اللَّهُمَّ إِنِي أَسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى”.
فقد خدعوك حين قالوا: إن المال شر، والله يحب الفقراء أكثر من الأغنياء، وإن الزهد يكون بالفقر.
الفكرة من كتاب زاد: أغنياء الجنة
“الفقـر.. زاد المُتقرِّب لربه، أما المال.. فهو أصل شرور العالم!”.. لعلك تتعجب للوهلةِ الأولى من هذه الجُملة، ولكن الحال أن هَذا هو الواقِع المعيش حاليًّا، فقد أصبح الفقـر وتمنيه وسيلة للتقرُّب إلى الله، فيأتي الكاتِب ليضرِب بهذا الاعتقاد الذي توارثناه واعتدنا ترديده عَرض الحائِط؛ مُستدرِجًا إياك في رحلةٍ يَمنحك فيها مُعادلة قُرآنية دقيقة لتحقيق الثراء.
ولا يكتفي الكاتِب بهذا، فتجده يدلك أيضًا على الأسباب التي إن أخذت بها تسوق الرِزق إليك، والمعوقات التي قد تمنعه عنك حتى وإن أخذت بكل أسبابه.
وفي النهاية يمنحك وميضًا من النور، وشُعلة من الأمل، لتمضي بها في طريق التعلُّم والتميز أيًّا كان سنك وحالك.
مؤلف كتاب زاد: أغنياء الجنة
إسلام جمال: كاتِبٌ، ورائد أعمال، ومُهندِسٌ مصري، تخرج في كلية الهندسة قسم الهندسة البحرية وعِمارة السفُن في جامعة الإسكندرية، وحَصل على ماجستير الهندسة البحرية من جامعة اللويدز في إنجلترا، وهو أيضًا واحِدٌ من أكبر رجال الأسواق المالية في الولايات المُتحدة التي تُعرف باسم: (وول ستريت- wall street)، ومُستثمر في أكبر الشركات مثل: جوجل، مايكروسوفت، آبل، وغيرها.
ومن أبرز كُتُبِه:
فاتتني صلاة.
لَكَنُود.