أنى لنا ألا نخاف ونقلق!
أنى لنا ألا نخاف ونقلق!
في ظلّ الحياة الحالية أصبحنا أكثر قلقًا من ذي قبل، بل من الممكن أن تقول إننا أصبحنا نعيش في عصر القلق؛ نقلق من الحوادث، ونقلق من الفشل، ونقلق من الغلاء ونخشى المستقبل، ولكن السكينة تأتي من الله، فالقلق لن يجنبك آلام الغد! وهناك ثلاثة أسباب رئيسة تجعل الإنسان يمرّ بكثير من لحظات القلق وهي: تجربة سلبية مرّ بها الشخص، أو كثرة استماع الشخص لكل ما هو سلبي، أو تقمص مواقف شاهدها الشخص أو سمع بها.
وإنّ تضخيم المخاوف دون منطق شيء غير مرغوب به في ديننا، فالقلق أساسًا ليس له مبرر، أنت فقط تحتاج إلى أن تأخذ بالأسباب، وتتوكَّل على الله ربّ العالمين، وربما سيكون من الجيّد أن تتخيّل أسوأ سيناريو من الممكن أن يحدث لك وما الذي ستفعله حينها.
أما عنِ الخوف فتذكَّر أن ربّك هو النافع الضار، فإن عشت بخطى متزعزعة خائفة ستفوتك الحياة!
قال الأديب نجيب محفوظ: “الخوف لا يمنع الموت، ولكنه يمنع الحياة”.
وقد جاء في القرآن الكريم ذكر لحظات من الخوف، كي نتعلّم منها المواجهة، فقد خاف الأنبياء والرسل من قبل، ولكنّهم استعانوا بالجبّار، وشعور الخوف طبيعيّ لأنه يحميك من التهورات الخطيرة، ولكنه إن زاد عن حدّه أصبح نقمة عليك!
فليس عليك أن تقف مكانك بل أن تتحرّك في طريقك وتنطلق نحو الحياة، استعن بالله، وكلما واجهت مخاوفك كنت أقوى وأكثر خبرة.
ومما نتعرّض له أيضًا لحظات الحيرة والقلق والخوف من الاختيار، الحيرة التي تجعلك تائهًا وربما تجعلك تخسر الكثير، فربما تحتار بين وظيفتين، أو بين زيجتين، أو بين بيتين جديدين.. فتسأل الله العون على الاختيار الذي يرضيه، وعلى الاختيار الأصلح لمستقبلك. ولحظات الحيرة هذه تطوِّر عقل الإنسان وتجعله يخرج عن منطقة الراحة وتعلّمه ألا يتعجل وأن يجمع المعلومات ويفكك الأفكار ويوسِّع رؤيته، فديننا يحث على الاستخارة ومن ثم استشارة المحب المخلص بدلًا من التسرّع الذي تتبعه لحظات الندم، والأهم أن تبقى على يقين بأن الله هو مدبّر الأمور ومسبب الأسباب.
الفكرة من كتاب عيش اللحظة
تختلف طبيعة اللحظات التي نعيشها في هذه الحياة، ولكن.. سواء أكانت تلك اللحظات جميلة أم مؤلمة، فكلها من الله، وكلها خير لنا؛ هذا هو حال المؤمن، يصبر على البلاء في الضراء ويشكر ربّه في الضراء، فكيف نحقق ماهيّة هذا الإيمان؟ وكيف نعيش كلّ لحظة؟
مؤلف كتاب عيش اللحظة
مصطفى حسني: داعية مصري ولد في 28 أغسطس عام 1987م، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 2000م، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدّمًا لبرامج دينية، ومن ضمن البرامج التي قدَّمها: (خدعوك فقالوا، وعيش اللحظة، وأهل الجنة)
ومن أبرز أعماله:
إنسان جديد.
الكنز المفقود.
مدرسة الحبّ.
خدعوك فقالوا.