أهلُ الله!
أهلُ الله!
حينما عرَّف الله شهر رمضان لعباده عرَّفه بأخصِّ ميزة فيه فقال سبحانه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فنزل القرآن أول ما نزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذا الشهر المبارك، وكان جبريل بعد ذلك يدارس النبي (صلى الله عليه وسلم) القرآن في رمضان فيكون (صلى الله عليه وسلم) جوادًا في ذلك الشهر أكثر من أي أيام أُخر! وصحبة القرآن وتدبُّره وملازمته نعمة وكرامة يوفِّق الله ويمن بها على من يشاء.
لقد نزل هذا القرآن على قوم كانوا يتقلَّبون في جاهلية عمياء فأصبحوا به أسياد الأرض ومحط أنظار العالم، فالتغير بالقرآن ليس محالًا أو ضربًا من ضروب الخيال، إنما هو واقع لمن أخذ بأسباب الانتفاع والتغيُّر، فألقى سمعه وأحضر قلبه وأطرق فكره وأعمل حواسه في حضرة التلقي والإنصات وبذل جهده في التقاط اللطائف والعظات، ولقد كان الصحابة والسلف (رضوان الله عليهم) يعيشون مع الآية والسورة ينقِّبون كنوزها ويستخرجون دررها قبل أن ينتقلوا إلى سواها.
إن انتقاء الوقت المناسب الذي يكون فيه الذهن حاضرًا والصوارف منعدمة من الأمور المعينة على التدبُّر والمعايشة لآيات الذكر الحكيم، وذلك مما يمكن تحصيله في شهر رمضان المبارك، وعند قراءة القرآن يمكنك القيام بتسجيل غريب الكلمات في ورقة أو نحوها، ثم البحث عن معناها وقيده بجانبها مما يساعد على تذكر هذه الكلمة على نحو أكبر نظرًا إلى الجهد المبذول، كما يساعد أيضًا على فهم واستيعاب كلام الله نظرًا إلى أن معانيه تثنَّى أي تكرَّر في مواضع عِدة، ومهما كان الجهد المبذول في فهم كتاب الله تعالى فهو من أشرف الجهود المبذولة على الإطلاق.
الفكرة من كتاب تراتيل رمضانية
“الصيام مَدرجةٌ إلى التقوى، فإذا انتظم الصائم في سِلكها، وترقَّى في معارج المتقين أورثه الله بحبوحة الجنة”.
يوصينا الكاتب هنا بوصايا ربانية نبوية تتعلق بالصيام وفضله وشرف زمانه، وبما يُتعبَّد لله به في شهره المبارك من شتى صنوف العبادات والقربات، ويتطرق إلى معانٍ رفيعة عظيمة تصطحبها معك خلال رحلة الثلاثين يومًا!
مؤلف كتاب تراتيل رمضانية
محمد بن يوسف الجوراني: كاتب ومحقِّق مخطوطات، ورئيس مركز الذخائر في المملكة الأردنية، نال درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وفي عام 2012 حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية العالمية في الأردن.
من مؤلفاته: “الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية” و”العلاج بالقرآن”، و”وسائل الإعلام ونشر الدجل والشعوذة وكيفية علاج الظاهرة”. ومما حقق من المخطوطات والكتب كتاب “خلاصة الكلام على عمدة الأحكام لفيصل آل مبارك”.