الحل الأمثل لعلاج المرض الروحي
الحل الأمثل لعلاج المرض الروحي
قرَّر الطبيبان نقل دم عجل إليه على أساس أن قوته ستخفِّف حرارة دم موروا، وحدَّدوا موعدًا لإتمام العملية، وحضر العديد من الأشخاص من بينهم الأطباء والمتردِّدون على الكنائس، وأتمُّوا عملية نقل الدم ووضعوا المريض تحت الملاحظة، ومع طلوع فجر يوم الثلاثاء أصبح موروا أكثر هدوءًا وأقل عنفًا، فقرَّروا تكرار العملية مرة أخرى في اليوم التالي، وبعد الانتهاء منها استطاع موروا النوم لأول مرة منذ أسابيع، وعندما استيقظ ظهر عليه الهدوء وصفاء الذهن، ولازم الفراش حتى يوم الخميس، وطلب حضور قس لسماع اعترافه، وبعد يومين أتى قس آخر وأعلن أنه عاقل وبإمكانه الحصول على القربان المقدس، وعندئذٍ وصلت زوجته بيرين إلى المنزل، وفَرِحت بشفائه وتحدثت عن تحوُّله من مجنون إلى هادئ.
أراد دوني ملاحظة موروا فترة أطول لمعرفة آثار العملية، لكن زوجته أصرت على اصطحابه إلى منزله ولم تلتزم بتعليمات دوني، وبعد أيام اضطرب سلوكه مرة أخرى، وتشاجر الزوجان واعتدى كلٌّ منهما على الآخر، وفي أحد الأيام قابلت زوجته دوني وطلبت منه إجراء العملية مرة ثالثة، فرفض طلبها، فكرَّرت طلبها بعد عدة أيام فأخبرها أنه سيجري العملية في حالة أخذها الإذن من النائب العام، لكنها أتت إلى منزله مرة ثالثة وتركت له رسالة مع خادمه تطلب فيها حضوره لمناقشة الموقف.
ذهب دوني إلى منزلها، وعند وصوله وجد صديقه إميري هناك وعجلًا في الحجرة وموروا مقيدًا، همَّ دوني بالمغادرة لكن زوجة موروا توسَّلت إليه أن يقدم المساعدة لزوجها، فأجرى الطبيبان العملية لكنها سرعان ما توقَّفت، فبعد قطع وريده وخروج بعض الدم تشنَّج موروا بشدة، فلم يكملا العملية وغادرا المنزل، ثم توفي موروا مع شروق شمس اليوم التالي.
الفكرة من كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
قبل أن نبدأ بقراءة القصة، لنتعرَّف على بطلها.. جون باتيست دوني.. طبيب فرنسي، ولد عام١٦٤٠ في أسرة من طبقة النبلاء، كان والده كبير مهندسي الملك لويس الرابع عشر، وقد حصل دوني على بكالوريوس اللاهوت، ثم درس الطب في مونبلييه،كما حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات، وشغل منصب أستاذ الرياضيات والفلسفة الطبيعية، وتمثِّل الرياضيات والفلك أكثر اهتماماته، أما الطب فقد كان هواية له.
انتقل دوني إلى باريس عام ١٦٦٤، وبدأ حياته الأكاديمة، وأصبح لديه مكانة بصفته أستاذًا جامعيًّا، وكان شابًّا ذكيًّا ومهتمًّا بتناول القضايا الجدلية، وحقَّقت محاضراته شهرة واسعة، وامتلأت بالحضور، وكانت الشهرة وجمع الأموال من أهدافه.
فهل تحققت تلك الأهداف؟ وما علاقتها بنقل الدم؟ لننتقل إلى القصة ونرَ..
مؤلف كتاب الدم والعدالة قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
بيت مور: أكاديمي وكاتب علمي وصحفي ومدرب، ولد في أبينجدون بأكسفوردشاير، درس علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية لحيوانات المزرعة، وحصل على درجة الدكتوراه في الفسيولوجيا، ومن الدوريات العلمية التي يكتب فيها: Nature وNew Scientist، شغل منصب رئيس رابطة الصحفيين الطبيين في إنجلترا، وعمل كذلك في كلية أوكلاند وكلية لندن، وأسَّس منظمة ThinkWrite لتدريب الأشخاص على الكتابة، كما حصل على العديد من الجوائز عن أعماله الصحفية العلمية، وظهر إعلاميًّا في مقابلات على قناة BBC وفي محطات إذاعية دولية متعدِّدة.
معلومات عن المترجم:
عبد الرحمن مجدي: مترجم؛ حاصل على ليسانس الألسن قسم اللغة الإنجليزية، وملتحق بالدراسات العليا في الترجمة الفورية والتحريرية بكلية الألسن، قام بترجمة العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ومنها: “الإعلام والنشء: تأثير وسائل الإعلام عبر مراحل النمو”.