الشعور بالنعم
الشعور بالنعم
نعيش يوميًّا وسط كثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، والسعيد في حياته هو من يستشعر وجود تلك النعم ويمتنُّ لامتلاكه لها، والامتنان شعور لا يضاهيه شيء، فعندما تشعر بالامتنان يعم الخير في حياتك وتزداد النعم أكثر فأكثر، أما إذا وجَّهت نظرك إلى كل ما هو مفقود أو ناقص ستصاب بالحزن والتعاسة وستصعب عليك حياتك، ولكي تستشعر النعم من حولك عليك بتخصيص وقت في يومك للتفكُّر في كل شيء تمتنُّ لوجوده في حياتك منذ لحظة استيقاظك حتى الخلود في النوم، ولعلَّ النعمة الأساسية التي يجب أن نمتنَّ لها ونحمد الله عليها في كل لحظة من يومنا هي هبة الحياة بكل ما فيها، فالنفس الذي تتنفَّسه بسهولة نعمة، والأعضاء الداخلية المعافاة بجسمك، والتي تقوم بوظائفها دون أن تعلم عنها شيئًا نعمة، وصحتك السليمة نعمة، وهذا التفكر اليومي في النعم يحوِّل الهواجس والمخاوف التي بداخلك إلى سكينة وهدوء بال
بل ويبدل كل ما تمر به من صعوبات في الحياة إلى راحة في النفس ورضا، وتلك المشاعر تأتي بإرادتك أنت، فالحياة تعطيك على قدر تقديرك لها، فإذا قدَّرت النعم وحمدت الله عليها زادت، وإذا تغاضيت عن قيمتها وركَّزت على الناقص والمفقود منها فقدت ما لديك أيضًا، فعندما تبدأ في التعبير عن الامتنان تتغلَّب تدريجيًّا على أحزانك والتركيز على السلبيات
بل ويحرِّرك أيضًا من التفكير في أخطاء الماضي ومشاعر الكره والغضب، ومن ثم يغيِّر نظرتك إلى الأمور وطريقة الحكم عليها، وحتى تنمِّي شعورك بالامتنان؛ عليك أن تحمد الله وتشكره في كل وقت، فالامتنان لا يقتصر على النعم والخير فقط، وإنما على التحديات والمشكلات التي نواجهها لأنها تجعلنا أكثر خبرة وقوة، فعندما نقوم بتلك العادة البسيطة ونعزِّزها، نجد آثارها ونتائجها العظيمة على المدى البعيد.
الفكرة من كتاب الامتنان أسلوب حياة
من الطبيعي أن تشعر بالامتنان عندما تمر بأحداث سعيدة أو عندما يعطيك الله رزقًا كبيرًا، ولكن هل فكرت في أن تشعر بمثل هذا الامتنان وقت الابتلاء أو المحن؟ الحقيقة إن الشعور بالامتنان في مثل تلك الأوقات صعب، ولكن عندما تعرف أنك كلما زاد شعورك بالامتنان منحك هذا المزيد من الخيرات في حياتك، ولكن إذا تذمَّرت وأكثرت من الشكوى لما تفقده لا تأخذ شيئًا أكثر من الحزن والهم، وهذا الكتاب يشجِّع كل قارئ على أخذ وقت كافٍ مع نفسه للتفكُّر في كم النعم التي بحياته ويشعر تجاهها بالامتنان.
مؤلف كتاب الامتنان أسلوب حياة
لويزا هاي: كاتبة أمريكية ولدت عام 1926م في لوس أنجلوس، وألَّفت العديد من الكتب التي تعد من أكثر الكتب مبيعًا، وترجمت أعمالها إلى 29 لغة مختلفة، كما ساعدت لويزا الكثير من الأشخاص على تنمية شخصياتهم وإصلاح أنفسهم واكتشاف كل ما هو جميل بداخلهم، كما أنها أسَّست مؤسسة “هاي هاوس للنشر”، وهي إحدى شركات النشر التي تسهم في نشر الكتب وشرائط الفيديو التي تحتوي محتوًى قيمًا يسهم في تغيير العالم، ومن أشهر مؤلفاتها: “كيف تتخطَّى آلامك وتواصل حياتك”، “ووظيفة المرآة: واحد وعشرون يومًا لشفاء حياتك”، و”معجزات العصر الحديث”.