أنماط الشخصية ونظرياتها
أنماط الشخصية ونظرياتها
كانت هناك عدَّة محاولات بُذلت لفهم العلاقة بين الجسم والسلوك الإنساني، كانت من تلك المحاولات محاولات لا علمية، وأخرى علمية، ومن تلك النظريات: أولًا “نظرية السمات” التي ترى أن سلوك أي فرد لا يكون مماثلًا أو صورة طبق الأصل من سلوك شخص آخر، بسبب ظروف البيئة الخارجية والقرارات الداخلية، ومن ثمَّ ينظر للشخصية علي أنها شيء ما داخل كيان الفرد، وحددت وجود ستة أنواع من القيم الشخصية، وهي القيم النظرية التي تدل على رغبة عقلية لاكتشاف الحقيقة، وقيم اقتصادية دافعها حب العمل، وقيم جمالية كالاستمتاع بالفن والجمال، وقيم اجتماعية تتمثل في التفاعل مع الآخرين ومحبتهم، وقيم سياسية ودينية الهدف منها الاندماج مع الحقائق العليا.
ثانيًا “نظرية الحاجات” التي وضعها (مواري) وسمَّاها علم الشخصية، لأنه رأى أن الشخصية هي الجهاز المسيطر على الجسم والمنظم له، فالشخصية تُعد جهازًا منظمًا وحاكمًا للفرد، ووظيفتها التكامل بين الصراعات والمتناقضات التي تظهر في الشخصية، ثالثًا “نظرية الذات” التي تهدف إلى توجيه مظاهر النمو، كنمو المكونات العضوية للكائن وزيادة كفاءتها الوظيفية، والتكاثر والقدرة على الإبداع من أجل تحقيق الذات، رابعًا “نظرية تحقيق الذات” التي تقوم على إشباع دوافع النقص لتجنب حدوث المرض، وإشباع دوافع النمو لتحقيق الصحة الإيجابية، خامسًا “نظرية العوامل الشخصية” ويقوم المنطق العام للتحليل العاملي على قانون الإعجاز العلمي في البحث عن الوحدات الأساسية في الشخصية التي تجمعها عوامل مشتركة، بحيث تعطي هذه العوامل تفسيرات أفضل للسلوك، سادسًا “نظرية تركيبات الشخصية” وهي نظرية معرفية تهتم وتركز على طريقة الأفراد في رؤية الواقع والتفكير في ما يتصل به، وتهتم هذه النظرية بالتركيبات الشخصية، كالاهتمام بعلم النفس الإكلينيكي لمساعدة الأشخاص الآخرين الذين يعانون من مشكلات في علاقاتهم بالآخرين ليعيدوا بناء حياتهم من جديد.
سابعًا “نظرية التحليل النفسي” والتحليل النفسي مصطلح يُستخدم للدلالة على إحدى صور العلاج النفسي، وترى النظرية أن الشخصية تتركب من الهو، وهو المصدر الأول للطاقة النفسية ومستقر الغرائز، والأنا الأعلى التي هي أداة نقل الأفكار والمعلومات إلى الشعور، والأنا التي تخضع لمبدأ الواقع، ثامنًا “نظرية التحليليين الجدد” التي ترى أن السلوك الإنساني يجب أن يفهم في ضوء السببية، لأن الظواهر النفسية يمكن أن تتحول بالتدريج إلى أحداث نفسية، تاسعًا “النظرية السلوكية” يتكون السلوك في نظام سكنر من عناصر فردية محددة يتم اكتسابها وتعديلها، ومن ثمَّ فإن الشخصية تتكوّن من عنصر بعد عنصر عبر الزمن، عاشرًا “نظرية التعلُّم” التي تعتمد على التعلم عن طريق الملاحظات، كالانتباه والاحتفاظ واسترجاع السلوك والعافية.
الفكرة من كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
يُبين الكاتب أن البشر على مدار التاريخ تجنبوا أن يربطوا بقاءهم بأسلوب حياة معين ومحدد، فلا يوجد سلوك خاص يشترك فيه الجميع، وذلك بفضل الدماغ الإنساني الذي يجعل الإنسان يتكيف مع المتغيرات الطارئة، إضافة إلى أن المهارات والصفات التي ترسم معالم شخصية الفرد هي مميزات إنسانية تظهر من خلال الاختلاط والتعايش والتعلم من الآخرين،
واستعرض أيضًا نظرة الفلاسفة إلى النفس البشرية، وتطرق إلى وظائف خلايا الجسم البشري، وأوضح الأنماط والنظريات الخاصة بالشخصية، ووظائف اللغة البشرية، وعلم الفراسة والانفعالات، ومن خلال ذلك وصل إلى أن الإنسان وحدة تجمع بين الجسد والنفس ولكل طرف قوته الفاعلة والمؤثرة في الطرف الآخر والمكملة له.
مؤلف كتاب الهندسة النفسية: في إدارة الجسد وتشكيل الشخصية
أنس شكشك: هو كاتب ومؤلف، وأستاذ محاضر في كلية التربية بجامعة حلب بسوريا، ومن مؤلفاته:
العلاج السلوكي بالبرمجة اللغوية العصبية.
فلسفة الحياة.
الأمراض النفسية والعلاج النفسي.
الذكاء أنواعه واختباراته.