آثار ابن باديس
آثار ابن باديس
شخصية ابن باديس غنية ثرية، ومن الصعوبة الإلمام بكل أبعادها وآثارها؛ فهو مجدد ومصلح يدعو إلى نهضة المسلمين ويعلم كيف تكون النهضة، فيقول: “إنما ينهض المسلمون بمقتضى إيمانهم بالله ورسوله إذا كانت لهم قوَّة، وإذا كانت لهم جماعة منظِّمة تفكِّر وتدبِّر وتتشاور، وتنهض لجلب المصلحة ولدفع المضرَّة، متساندة في العمل عن فكر وعزيمة”.
سعى ابن باديس في مشروعه الإصلاحي نحو هدفين رئيسين، وهما استقلال الجزائر وإصلاح المجتمع الجزائري، وكان ينظر إلى الاحتلال نظرة الند إلى الند لا نظرة الضعيف المهزوم، فبدأ بتطهير النفوس وإصلاحها على نحو ما يقتضيه الشرع، ولا يكون ذلك إلا بصلاح العقيدة واستنارة الفكر وطهارة النفس وكمال الخلق واستقامة العمل، فمن أقواله: “صلاح المسلمين إنما هو بفقههم الإسلام وعملهم به”.
وهو عالم مفسِّر، فسَّر القرآن الكريم كلَّه خلال خمس وعشرين سنة في دروسه اليومية، كما شرح موطَّأ مالك خلال هذه الفترة، وهو سياسي كتب في المجلات والجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين وبخاصة في الجزائر، وهاجم فرنسا وأساليبها الاستعمارية، وشرح أصول السياسة الإسلامية، وقبل كل هذا فهو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله، كما تولى شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف، والأجيال التي ربَّاها كانت وقود معركة تحرير الجزائر، وقليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ولكن حلمه لم يتحقق، ونظرية ابن باديس في التربية تبدأ من الفرد، فإصلاح الفرد هو الأساس.
الفكرة من كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.
مؤلف كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.