المؤثرات في شخصية ابن باديس
المؤثرات في شخصية ابن باديس
لا شك أن البيئة التي نشأ فيها الشيخ لها أثر كبير في تكوين شخصيته، فدائمًا ما كان يدين بالفضل لوالديه بعد الله، وعلى ما أحسنوا من تربيته وتوجيهه إلى العلم ثم إلى مشايخه الذين علموه وأخذوا بيده إلى التربية والتثقيف، ومنهم الشيخ حمدان الونيسي والشيخ محمد القيرواني والشيخ طاهر بن عاشور، وغيرهم.
وفي بلد كالجزائر عندما يتفتَّح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجبًا عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع، وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفًا كبيرًا ويعيش هادئًا مرتاح البال، ولكنه اختار طريق المصلحين.
ولا ينسى الشيخ ابن باديس فضل الله عليه وتوفيقه لفهم كتابه والتفقُّه في أسراره والتأدب بآدابه، وكان يردد دائمًا: “إن القرآن الذي كوَّن رجال السلف لا يكثر عليه أن يكوِّن رجالًا في الخلف لو أُحسِن فهمه وتدبُّره وحُملت الأنفس على منهاجه”، وثمة مؤثرات أخرى أسهمت في التكوين النفسي والعلمي للشيخ سواء تجسَّدت في معلميه وشيوخه أم في رحلاته في بلدان المشرق الإسلامي أم الكتب والعلوم التي اطَّلع عليها، وغيرها من العوامل التي تضافرت لتتجسَّد في شخصية مِن أنبغ مَن عرف التاريخ الإسلامي.
الفكرة من كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.
مؤلف كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.