أثر الدعاء في كشف البلاء
أثر الدعاء في كشف البلاء
يقول الله عز وجل في كتابه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾، وقد ذكر الكاتب عن معنى استجابة الدعاء “أن الداعي يعوض من دعائه عوضًا ما، فربما كان ذلك إسعافًا بطلباته التي دعا لها -وذلك إذا وافق القضاء- فإن لم يساعده القضاء فإنه يُعطى سكينة في نفسه وانشراحًا في صدره، وصبرًا يسهل معه احتمال ثقل الواردات عليه، وعلى كل حال فلا يعدم فائدة دعائه، وهو نوع من الاستجابة”، ويقول رسول الله (ﷺ): “ما مِنْ مُسلِمٍ يَدْعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاهُ اللهُ إِحْدى ثلاثٍ: إمَّا أنْ يُعَجِّلَ لهُ دعوتَهُ، وإمَّا أنْ يدَّخِرَها لهُ في الآخِرةِ، وإمَّا أنْ يصرِفَ عنهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها”، قالوا: إذًا نُكْثِرُ، قالَ: “اللَّهُ أَكْثَرُ”.
وقال الإمام الخطابي عن الدعاء: “الدعاء واجب، إلا أنه لا يستجاب منه إلا ما وافق القضاء، وهذا المذهب هو الصحيح، وهو قول أهل السنة والجماعة”، فأجل المرء قضاء محتوم، لكن الاشتغال بالدعاء عبادة ومنفعة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، وليس شرطًا أن يظهر لكل داعٍ نتيجة إجابته، وقد وردت أدعية كثيرة لدفع البلاء والضرر منها قول النبي (ﷺ): “منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ”، وقيل في معنى “كفتاه” أي أجزأتاه عن قيام الليل، وقيل أيضًا: كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته.
وأيضًا أذكار الصباح والمساء فهي حصن المسلم المنيع، فعن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ”.
الفكرة من كتاب أثر الدعاء في دفع المحذور وكشف البلاء
يقول الله عز وجل في كتابه المُبين: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾، فالله خلقنا في أحسن تقويم، وألهمنا نفسًا سوية وفطرة سليمة، وهناك من يُزكي نفسه فيفلح، وهناك من يُدنسها بالخطايا والفجور فيخيب ويخسر، والنفس البشرية قائمة على فطرة الله فيها، ثم تنغمس في الحياة فتحتاج إلى تغذية وتزكية نفسية وروحية لترتقي، ومن أعظم هذه التغذية ووسائل الارتقاء الإيماني الدعاء، الذي قال فيه النبي (ﷺ): “الدعاء هو العبادة”، وفي هذا الكتاب يعرض لنا الدكتور محمد موسى الشريف أثر الدعاء في المسلم وأهميته في دفع البلاء، مُستدلًّا بالقرآن والسُنة ووقائع من سير الصحابة والصحابيات، ومن الأئمة السلف والتابعين بهدف تزكية النفوس والقلوب.
مؤلف كتاب أثر الدعاء في دفع المحذور وكشف البلاء
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية إسلامي سعودي وإمام وأستاذ جامعي، وباحث في التاريخ الإسلامي، وطيار مدني أيضًا، فقد تمكن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية، وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة.
له مؤلفات عديدة منها: “أثر المرء في دنياه” و”عجز الثقات” و”الطرق الجامعة للقراءة النافعة”، و”مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين”، و”ضوابط منهجية في عرض السيرة النبوية”، و”التنازع والتوازن في حياة المسلم”.