لمن فقدوا الأمل
لمن فقدوا الأمل
كما ذكرنا في الواجب الثاني عن بثِّ الأمل في نفوس المسلمين، فهذه عشر حقائق يذكرها لنا الكاتب حتى ندرك لماذا لا يزال هناك أمل في تحرير فلسطين: أولًا- هناك أمل لأن لله في الأرض سننًا لا تتبدَّل ولا تتغيَّر كما جاء في الآية: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، ثانيًا- أن أمة الإسلام لها ميزة عن غيرها بأنها لا تموت لأنها تحمل كلمة الله إلى خلقه بالدعوة وتعليم الشرع والأخلاق، وثالثًا- لأن حقيقة المعركة هي بين الله (عز وجل) وبين من مرق عن دينه من عباده الضعفاء.
كذلك فالحقيقة الرابعة هي كل ما جاء في الكتاب والسنة مثل: “إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ بها ما زوى لي منها”، أما الحقيقتان الخامسة والسادسة فهما فهم حقيقة التاريخ وحقيقة الواقع، فنحن لم ننصر في تاريخنا إلا بأعداد قليلة، وكان لنا دائمًا من كل سقطة قيام، وحتى في واقعنا هناك انتصارات مثل فرار اليهود من لبنان وتحرير الجمهوريات الإسلامية في روسيا على سبيل المثال.
ثم الحقيقة السابعة وهي أن النصر لا يأتي إلا بعد أشد اللحظات مجاهدة كما في الآية: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ﴾، وهي الحقيقة الثامنة بأن الأدب مع الله يقتضي ألا نستعجل النصر، والحقيقة التاسعة أن النصر لا يأتي إلا باليقين فيه.
وأخيرًا فالحقيقة العاشرة أن الأجر لا يرتبط بالنصر، بل بالعمل، فكلما أحسنت عملك عظم أجرك عند الله حتى وإن لم ترَ النصر بعينيك، فسيراه أبناؤك. الفكرة من كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
الفكرة من كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
عندما بدأ الاحتلال الإسباني للممالك الإسلامية وتحديدًا الأندلس، بعد انتهاء حكم المسلمين لها بتوقيع آخر ملوك الأندلس المسلمين أبو عبد الله محمد الصغير معاهدة الاستسلام بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، ارتكب الاحتلال المذابح الجماعية وطرد أهالي المدن الإسلامية منها، ثم أتى بالإسبان من كل مكان ليوطِّنهم في هذه المدن، هكذا بمرور الوقت أصبح المسلمون إما شهيدًا أو لاجئًا، وأصبح سكَّان الأندلس كلهم من الإسبان.
بعدها كان المؤرخون عندما يتحدَّثون عن الأندلس يقولون: “أعادها الله إلى المسلمين”، أما اليوم فقد ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين، وأصبحت دولتين هما إسبانيا والبرتغال، وأصبحت الدول المسلمة على علاقة وطيدة بهذه البلاد.
من هنا يأتي هذا الكتاب ليوضِّح لنا أوجه التشابه بين الأندلس وفلسطين، ويوجِّهنا في ستة واجبات عملية لنصرة القضية الفلسطينية حتى لا تكون فلسطين أندلسًا أخرى.
مؤلف كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
راغب السرجاني: هو طبيب مصري من مواليد عام 1964م، تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1988م، ثم نال شهادة الماجستير عام 1992م، ثم الدكتوراه عام 1998م، إضافةً إلى كونه أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة القاهرة، فالدكتور هو رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.
عُرِف عن راغب السرجاني كذلك كونه مفكرًا إسلاميًّا مهتمًّا بالتاريخ الإسلامي، وهو صاحب الفكرة والمشرف على موقع “قصة الإسلام” المعني بهذا الموضوع، وقد أطلق مشروعه الفكري تحت شعار “معًا نبني خير أمة” على أساس فهم التاريخ الإسلامي فهمًا دقيقًا واستنباط عوامل النهضة منه.
صدر للدكتور العديد من الكتب في التاريخ والفكر الإسلامي مثل:
كتاب “ماذا قدَّم المسلمون للعالم.. إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية”.
كتاب “رسالة إلى شباب الأمة”.
كما قدَّم العديد من البرامج عبر الفضائيات العربية، وله العديد من المحاضرات المسجَّلة كذلك في مواضيع السيرة والتاريخ وغيرها.