مشروع إسرائيل الكبرى
مشروع إسرائيل الكبرى
لا تخفي إسرائيل خطتها لمشروع إسرائيل الكبرى المستند على التوراة المحرَّفة، فقد أعلن عنه بن جوريون عام 1948م، وجاء في مذكرات، وعلى ألسنة العديد من قادة اليهود، وهذا المشروع لا يتضمَّن السيطرة على فلسطين بكاملها وحسب، بل يتضمَّن أيضًا الأردن ولبنان وسوريا والعراق حتى دجلة والفرات وجنوب تركيا ومصر حتى الفرع الغربي من النيل وشمال السعودية حتى المدينة المنورة.
بالطبع تدبِّر إسرائيل العديد من المؤامرات لتحقيق هذه الغاية مثل المؤامرات السياسية عن طريق المفاوضات الدبلوماسية، والمؤامرات العسكرية والمؤامرات الاقتصادية عن طريق فرض القيود والحصار والديون على الدول الإسلامية، إضافةً إلى مؤامرات إفساد الأخلاق عن طريق الإعلام والتفريق بين الشعوب الإسلامية والأخطر من كل ما سبق هو المؤامرات الفكرية.
ومن صور هذه المؤامرات الفكرية تزوير التاريخ عبر الأكاذيب التي يروِّج لها الكيان الصهيوني، ونذكر هنا اثنين منها: أولًا- تصوير الخلافة العثمانية بالاحتلال التركي للأراضي العربية بينما في الحقيقة لم يستطع اليهود دخول فلسطين إلا بعد إلغاء الخلافة العثمانية بإسقاط الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد الثاني.
ثانيًا- يكرِّر اليهود أكذوبة أن الفلسطينيين قد باعوا أرضهم لليهود بينما يتبيَّن لنا بالنظر إلى الأوضاع في عام 1948م أن اليهود كان يملكون 5.7% فقط من الأراضي الفلسطينية تقسَّم كما يلي: 2% أخذت من حكومة كمال أتاتورك عن طريق الرشوة، و1.2 % من حكومة الانتداب البريطاني بلا ثمن، و1.5% اشتراها اليهود من عائلات سورية ولبنانية كانت تعيش في فلسطين، ثم يتبقَّى 1% فقط باعها بعض الفلسطينيين لليهود، وقد أفتى المفتي أمين الحسيني بأنهم من الخونة منذ العام 1922م.
في مقابل ذلك فإن من المؤامرات الفكرية كذلك إلصاق الجرائم والتهم بالملتزمين بدينهم وتشويه صورة الدين بينما يتم تعظيم الغرب وتفخيمه حتى أصبح حلم الشباب المسلم هو الهجرة إلى جنة أمريكا أو أوروبا.
الفكرة من كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
عندما بدأ الاحتلال الإسباني للممالك الإسلامية وتحديدًا الأندلس، بعد انتهاء حكم المسلمين لها بتوقيع آخر ملوك الأندلس المسلمين أبو عبد الله محمد الصغير معاهدة الاستسلام بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، ارتكب الاحتلال المذابح الجماعية وطرد أهالي المدن الإسلامية منها، ثم أتى بالإسبان من كل مكان ليوطِّنهم في هذه المدن، هكذا بمرور الوقت أصبح المسلمون إما شهيدًا أو لاجئًا، وأصبح سكَّان الأندلس كلهم من الإسبان.
بعدها كان المؤرخون عندما يتحدَّثون عن الأندلس يقولون: “أعادها الله إلى المسلمين”، أما اليوم فقد ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين، وأصبحت دولتين هما إسبانيا والبرتغال، وأصبحت الدول المسلمة على علاقة وطيدة بهذه البلاد.
من هنا يأتي هذا الكتاب ليوضِّح لنا أوجه التشابه بين الأندلس وفلسطين، ويوجِّهنا في ستة واجبات عملية لنصرة القضية الفلسطينية حتى لا تكون فلسطين أندلسًا أخرى.
مؤلف كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
راغب السرجاني: هو طبيب مصري من مواليد عام 1964م، تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1988م، ثم نال شهادة الماجستير عام 1992م، ثم الدكتوراه عام 1998م، إضافةً إلى كونه أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة القاهرة، فالدكتور هو رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.
عُرِف عن راغب السرجاني كذلك كونه مفكرًا إسلاميًّا مهتمًّا بالتاريخ الإسلامي، وهو صاحب الفكرة والمشرف على موقع “قصة الإسلام” المعني بهذا الموضوع، وقد أطلق مشروعه الفكري تحت شعار “معًا نبني خير أمة” على أساس فهم التاريخ الإسلامي فهمًا دقيقًا واستنباط عوامل النهضة منه.
صدر للدكتور العديد من الكتب في التاريخ والفكر الإسلامي مثل:
كتاب “ماذا قدَّم المسلمون للعالم.. إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية”.
كتاب “رسالة إلى شباب الأمة”.
كما قدَّم العديد من البرامج عبر الفضائيات العربية، وله العديد من المحاضرات المسجَّلة كذلك في مواضيع السيرة والتاريخ وغيرها.