كيف تتحرَّر فلسطين؟
كيف تتحرَّر فلسطين؟
بعد أن أوضحنا أننا ندافع عن فلسطين لأنها إسلامية، نأتي الآن إلى الطريقة التي تتحرَّر بها فلسطين. يجيب الكاتب على هذا التساؤل بأنه على الرغم من أن الدين يرشدنا إلى السلام كما جاء في الآية: ﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ إلا إن معنى السلام هنا هو السلام المبني على القوة لا على الضعف، فقبل آية السلام جاءت آية أخرى بهذا الأمر: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.
على هذا الأساس تبقى المقاومة والانتفاضة كحل وحيد للقضية الفلسطينية على الرغم من الخسائر التي قد يبدو أن المسلمين يخسرونها في هذه المعركة، أولًا لأننا نؤمن بمنزلة الشهيد كما جاء في الحديث: “ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرُّها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد، فإنه يسرُّه أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة”، وثانيًا لأننا رغم الحزن نعلم بأن ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، فالشهداء سيموتون في كل الأحوال والشهادة خير لهم.
إضافةً إلى ذلك فهناك حسنات كثيرة للانتفاضة فقد كسرت حاجز الخوف لدى الجيل الجديد ووحَّدت الفصائل على رؤية واحدة واضحة هي أن كرسي المفاوضات لن يقدِّم شيئًا، ثم وحَّد العالم الإسلامي كله خلف القضية الفلسطينية.
كذلك فقد أظهرت الانتفاضة السفور الأمريكي في دعم إسرائيل وأدخلت الرعب في قلوب الإسرائيليين حتى أدَّت إلى الهجرة المعاكسة خارج فلسطين، بل وحتى الجنود الإسرائيليين رفضوا الامتثال لأوامر قادتهم خوفًا على حياتهم، أما على الصعيد السياسي والاقتصادي فقد أدَّت الانتفاضة إلى عزل إسرائيل عن العالم بعد وقف الزيارات الدبلوماسية إلى المنطقة وفضح جرائم إسرائيل عبر الفضائيات ومواقع الإنترنت، كما تأثَّرت الشركات اليهودية العالمية بحملات المقاطعة ووقف التطبيع ولو مؤقتًا.
الفكرة من كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
عندما بدأ الاحتلال الإسباني للممالك الإسلامية وتحديدًا الأندلس، بعد انتهاء حكم المسلمين لها بتوقيع آخر ملوك الأندلس المسلمين أبو عبد الله محمد الصغير معاهدة الاستسلام بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، ارتكب الاحتلال المذابح الجماعية وطرد أهالي المدن الإسلامية منها، ثم أتى بالإسبان من كل مكان ليوطِّنهم في هذه المدن، هكذا بمرور الوقت أصبح المسلمون إما شهيدًا أو لاجئًا، وأصبح سكَّان الأندلس كلهم من الإسبان.
بعدها كان المؤرخون عندما يتحدَّثون عن الأندلس يقولون: “أعادها الله إلى المسلمين”، أما اليوم فقد ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين، وأصبحت دولتين هما إسبانيا والبرتغال، وأصبحت الدول المسلمة على علاقة وطيدة بهذه البلاد.
من هنا يأتي هذا الكتاب ليوضِّح لنا أوجه التشابه بين الأندلس وفلسطين، ويوجِّهنا في ستة واجبات عملية لنصرة القضية الفلسطينية حتى لا تكون فلسطين أندلسًا أخرى.
مؤلف كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
راغب السرجاني: هو طبيب مصري من مواليد عام 1964م، تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1988م، ثم نال شهادة الماجستير عام 1992م، ثم الدكتوراه عام 1998م، إضافةً إلى كونه أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة القاهرة، فالدكتور هو رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.
عُرِف عن راغب السرجاني كذلك كونه مفكرًا إسلاميًّا مهتمًّا بالتاريخ الإسلامي، وهو صاحب الفكرة والمشرف على موقع “قصة الإسلام” المعني بهذا الموضوع، وقد أطلق مشروعه الفكري تحت شعار “معًا نبني خير أمة” على أساس فهم التاريخ الإسلامي فهمًا دقيقًا واستنباط عوامل النهضة منه.
صدر للدكتور العديد من الكتب في التاريخ والفكر الإسلامي مثل:
كتاب “ماذا قدَّم المسلمون للعالم.. إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية”.
كتاب “رسالة إلى شباب الأمة”.
كما قدَّم العديد من البرامج عبر الفضائيات العربية، وله العديد من المحاضرات المسجَّلة كذلك في مواضيع السيرة والتاريخ وغيرها.