لماذا نحرِّر فلسطين؟
لماذا نحرِّر فلسطين؟
هناك شعارات متنوِّعة يرفعها الناس عندما ينادون بتحرير فلسطين، فمنهم من يرى تحريرها بدافع القومية العربية، ومنهم من يدافع عنها من أجل القدس المباركة أو المسجد الأقصى مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم من يبحث عن حل لمشكلة اللاجئين المشرَّدين، ومنهم من يدافع عنها لأنها إسلامية، أو لكل ما سبق.26
والحقيقة أننا نحتاج إلى تحديد وجهة واحدة أو دافع واحد لأن تعدُّد الوجهات قد يؤدي إلى أن نضلَّ الطريق، إذن لنختار الطريق الصحيح فعلينا تفنيد هذه الخيارات جميعًا، أما خيار القومية العربية فهو من أخطر الدعوات لأنه يتعارض مع ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينما تقاتل بعض الصحابة تعصُّبًا للنسب والقبيلة، فقال: “أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وشرَّفكم به؟ دعوها فإنها منتنة”.
أما خطورة الدفاع عن القدس والأقصى فيمكن ملاحظتها في محاولة اليهود تلبيس الحقائق على المسلمين عن طريق إظهار تعظيم لقدر القدس والأقصى لديهم، فينشغل المسلمون بها عن بقية الأرض فيرضوا بها عند التفاوض، والحقيقة أننا ندافع عن فلسطين كلها ولن نرضى ببعضها دون البعض الآخر.
على هذا الأساس يتبقَّى لنا الدفاع عن فلسطين لأنها إسلامية، ويجب هنا أن نفهم أن فلسطين إسلامية وفقًا لشريعة المسلمين لأن باب الأرض المغنومة في الفقه ينصُّ على أن أي أرض يحكمها المسلمون فتحًا أو صلحًا أصبحت ملكًا أبديًّا لهم حتى يوم القيامة، وعلى ذلك يترتَّب فرض الجهاد للدفاع عنها أولًا من قبل أهلها، فإن لم يكف أهلها فأهالي الأقطار المجاورة، وهكذا حتى يشمل الفرض جميع المسلمين.
وقد يتساءل البعض عن الشرعية الدولية لمثل هذا الجهاد، والحق أن هذه الشرعية الدولية كما يراها الكاتب مجرد شعارات وليست قانونًا عادلًا، بل هي قانون لا يعرف إلا القوة، ولأجل هذه القوة فرض الله الجهاد كما جاء في الآية الكريمة: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.
الفكرة من كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
عندما بدأ الاحتلال الإسباني للممالك الإسلامية وتحديدًا الأندلس، بعد انتهاء حكم المسلمين لها بتوقيع آخر ملوك الأندلس المسلمين أبو عبد الله محمد الصغير معاهدة الاستسلام بعد ثمانية قرون من الحكم الإسلامي، ارتكب الاحتلال المذابح الجماعية وطرد أهالي المدن الإسلامية منها، ثم أتى بالإسبان من كل مكان ليوطِّنهم في هذه المدن، هكذا بمرور الوقت أصبح المسلمون إما شهيدًا أو لاجئًا، وأصبح سكَّان الأندلس كلهم من الإسبان.
بعدها كان المؤرخون عندما يتحدَّثون عن الأندلس يقولون: “أعادها الله إلى المسلمين”، أما اليوم فقد ضاعت الأندلس من ذاكرة المسلمين، وأصبحت دولتين هما إسبانيا والبرتغال، وأصبحت الدول المسلمة على علاقة وطيدة بهذه البلاد.
من هنا يأتي هذا الكتاب ليوضِّح لنا أوجه التشابه بين الأندلس وفلسطين، ويوجِّهنا في ستة واجبات عملية لنصرة القضية الفلسطينية حتى لا تكون فلسطين أندلسًا أخرى.
مؤلف كتاب فلسطين لن تضيع كيف؟
راغب السرجاني: هو طبيب مصري من مواليد عام 1964م، تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1988م، ثم نال شهادة الماجستير عام 1992م، ثم الدكتوراه عام 1998م، إضافةً إلى كونه أستاذًا مساعدًا لكلية الطب في جامعة القاهرة، فالدكتور هو رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.
عُرِف عن راغب السرجاني كذلك كونه مفكرًا إسلاميًّا مهتمًّا بالتاريخ الإسلامي، وهو صاحب الفكرة والمشرف على موقع “قصة الإسلام” المعني بهذا الموضوع، وقد أطلق مشروعه الفكري تحت شعار “معًا نبني خير أمة” على أساس فهم التاريخ الإسلامي فهمًا دقيقًا واستنباط عوامل النهضة منه.
صدر للدكتور العديد من الكتب في التاريخ والفكر الإسلامي مثل:
كتاب “ماذا قدَّم المسلمون للعالم.. إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية”.
كتاب “رسالة إلى شباب الأمة”.
كما قدَّم العديد من البرامج عبر الفضائيات العربية، وله العديد من المحاضرات المسجَّلة كذلك في مواضيع السيرة والتاريخ وغيرها.