شخصية ابن باديس
شخصية ابن باديس
عُرف الشيخ بحسن الخلق والحلم مع الموافق والمخالف على حد سواء والسمو عن الدنايا والصغائر والأحقاد والأطماع الشخصية، يسعى إلى نصرة الحق ويرى أن الاختلاف في الشيء الخاص لا يمس روح الأخوة في الأمر العام فيعترف للمخالف بفضله، يظهر حسن خلقه في تواضعه وزهده مع أنه من أسرة غنية إلا أنه ارتضى أن يكون أقرب لحياة العامة والطلاب من حياة الوجهاء والأعيان فاجتمع له في قلوب تلاميذه المحبة والهيبة.
تميَّز الشيخ بالشجاعة ورباطة الجأش والصبر مما ساعده على الثبات والاستمرار في الدعوة والسعي إلى تحقيق أهداف الإصلاح رغم العقبات والمعوِّقات الكبيرة في ظل الاحتلال الغاشم الذي لا يرضى الإصلاح، لذا كان لزامًا على المصلح التضحية بالنفس والمال والجهاد في سبيل الله، وسيرة الشيخ تؤكد ذلك، فقد بذل (رحمه الله) وقته وجهده في التعليم والإصلاح فكان يبدأ عمله قبيل الفجر بالمرور على مساكن الطلاب ويعقد دروس التاريخ والجغرافيا قبل الفجر مرة في الأسبوع بعيدًا عن أعين الأعداء لأن هاتين المادتين محظورٌ تدريسهما في ذلك الوقت.
وبعد الفجر إلى الظهر يشرع في التدريس، وكذلك من العصر إلى العشاء، وكان عدد الدروس التي يلقيها يوميًّا عشرة دروس ويحضر له ما يقرب من ألفي شخص، وفي العطلة الأسبوعية يتنقل من الشرق إلى الغرب لإلقاء المحاضرات والدروس، والاتصال بالعلماء وتوجيه الدعاة وإرشاد المدرسين، والفصل بين الخصومات، والتعرف على أحوال المجتمع.
الفكرة من كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.
مؤلف كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.