الفيدا القديمة
الفيدا القديمة
قبل الحديث عن الهندوسيّة المُعاصرة، لا بد أن نعرف أولًا ما هندوسيّة عصر الفيدات “Vedas”؟ الفيدات هي أقدس الكُتب الهندوسيّة القديمة، وتُعتبر هي المصدر الأصلي للديانة الهندوسية، وتحتوي الفيدا على بقايا الحق وصوت الفطرة، وبها آثار توحيد الله عز وجل في تعاليم الأبانيشاد، الذي يُعتبر جزءًا من الأجزاء الأربعة المكوّنة للفيدا.
ولكن الهندوسيّة التي نراها في عصرنا ابتعدت كثيرًا عن تعاليم الفيدات الأصليّة، واتبعت تعاليم البهاغافاد غيتا، والتانترا الباطنيّة، فبرزت العقائد الفاسدة التي لا يقبلها العقل فضلًا عن كونها مُخالفة لحقيقة التوحيد، وذلك مثل عقيدة وحدة الوجود، التي تعتقد أن الخالق يتحد بالمخلوق، على عكس الفيدا التي تدعو صراحةً إلى الإيمان بإله مُنفصل عن خلقه، وأن المخلوقات هي مخلوقات الله، ولا تسعه مخلوقاته ليحل فيها، فتقول الفيدا في الريج “يا ألله! الشمس والعالم كلاهما، لا يقدران أن يُحيطاك ويسعاك”.
وتعتقد هندوسيّة اليوم بتناسخ الأرواح، بانتقال أرواح البشر بعد وفاتهم إلى كائنات أخرى لتولد مرة أخرى في كائن جديد، ومع أن هذه العقيدة فاسدة في ذاتها، إذ كيف يُمكن تفسيرها وأعداد الكائنات الحيّة متغيّرة، وتختلف من زمن لزمن؟ بجانب ذلك يقول العالم الهندوسي شري ستياكام وديالنكار: “إن عقيدة التناسخ ليست في الفيدات، وأنا أتحدّى من يقول ذلك”..
وغيرها من العقائد الباطلة التي تقول بها الهندوسيّة الجديدة، والتي ترفضها الفيدا -الهندوسيّة القديمة- بل وتثبت عكسها تمامًا، وهذا دليل كبير على كون الهندوسيّة الجديدة فيها الكثير من التحريفات، والأمور الخارجه عن أصلها.
الفكرة من كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
كثيرًا ما نسمع عبارات مثل “الهندوس يعبدون البقر”، أو “الهندوس يعتقدون بعودة الروح مرّة أخرى في جسد آخر” وغيرها من الجُمل التي ترتبط بالهندوسيّة، فما مدى صحّة هذه العبارات؟ وإن كانت صحيحة فما تفسير ذلك؟ وكيف يُمكننا إقامة الحُجّة عليها؟ وهل هندوسيّة اليوم هي الهندوسيّة القديمة؟
يُشكّل أتباع الهندوسيّة نحو 15% من سُكّان العالم، ويتمركزون في دولة الهند، ويمكننا تقسيم الهندوسيّة إلى: هندوسيّة الفيدا، والهندوسيّة المُعاصرة، وسيُبيّن كتابنا الفرق بينهما، ويشرح ما وزن العقائد الهندوسية في الميزان العقلي، والعلمي، والشرعي الإسلامي.
مؤلف كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
هيثم طلعت: باحث وداعية مصري وُلد عام 1981م، حصل على البكالوريوس في الطب والجراحة في جامعة أسيوط، اشتهر بنقده للإلحاد، ونظرية التطوّر، وغيرها من القضايا المُعاصرة، له عدد من المؤلفات، منها: كهنة الإلحاد الجديد، الإلحاد الروحي وخطره على العقيدة والعقل، موسوعة الرد على الملحدين العرب.