التربية العقلية والفكرية
التربية العقلية والفكرية
كان الشيخ ابن باديس يؤمن بأهمية إعمال العقل وحق التفكير وإبداء الرأي ومناقشة الأقوال وبناء الحياة على التفكير السليم والأخذ بالأسباب المادية للتقدم وطلب المعرفة بأية لغة، وقد يبدو ذلك غريبًا في بيئة تغلغلت فيها الخرافات، ولعل ذلك يرجع إلى تأثر الشيخ ببعض أهل العلم الذين كانوا يدعون إلى الإصلاح والأخذ بأسباب التقدم المادي ومعايشته للاحتلال الفرنسي والقراءة في الصحف الفرنسية وغيرها.
وللبيئة الأسرية التي نشأ فيها الشيخ تأثير كبير فيه؛ فورث منها النبوغ والنباهة والعلم وشدة الذكاء وحدة النظر، وقد عني والده بتهذيبه عناية فائقة وكان الشيخ يتجه نحو الاستقلال والتخلص من الجمود دون انحراف عن المنهج القويم والصراط المستقيم على خلاف ما كان عليه كثير من أئمة ذلك الزمان ولكن الله وفَّق الشيخ وحفظه من الآراء الضالة وقذف في قلبه الاستمداد من الوحيين والعودة إلى منهج السلف.
والمطَّلع على كتابات الشيخ يدرك حقيقة البيان لديه وجزالة الأسلوب وقدرته على الإقناع والتأثير والبراعة والتمكن، وقد شهد بذلك أعداؤه قبل غيرهم، مثلما وصفه مراسل إحدى الصحف الفرنسية، وللشيخ شِعر يسير ظهر فيه تأثره بفكر الإصلاح ولم يلتفت كثيرًا إلى تحسين الألفاظ وتزيين العبارات ولكن جُل اهتمامه كان للمعنى وحث شعبه على التمسك بالدين واللغة العربية والثورة على الأعداء وكان حريصًا أن يحفِّظها للنشء حتى ترسخ تلك المعاني فيهم.
الفكرة من كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
يعدُّ النظر في تجارب الدعاة والمصلحين حافزًا للهمم في ذلك الزمان، ويقدم لنا الكتاب الذي بين أيدينا مقتطفات من مسيرة حياة الإمام المجاهد عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)، وهو من أبرز الدعاة المصلحين من ذوي الأثر العظيم في نهضة الأمة، والعوامل المؤثرة في نشأته ومنهجه في الإصلاح، وتجربته الإصلاحية التي تستوجب أن يتوقف عندها الدعاة والمصلحون بالدراسة والتحليل ليستفيدوا منها في طريق الإصلاح والنهوض بهذه الأمة المعطاءة.
مؤلف كتاب التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس
مركز البحوث والدراسات بمجلة البيان السعودية، ويهدف إلى بناء الوعي وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، ويرصد التطورات الحاصلة في مجال الفكر الإنساني عامة والفكر الإسلامي خاصة، ويقدم خلاصات تساعد على كيفية التعامل الصحيح معها، كما يقدم رؤية إسلامية للقضايا السياسية والاستراتيجية ودراسة النوازل الفقهية والعقدية، ويتألف المركز من ثلاث شعب رئيسة هي: شعبة الدراسات السياسية والاستراتيجية، وشعبة الدراسات الشرعية والفكرية والدعوية، وشعبة الندوات والمؤتمرات.