الوسواس الديني
الوسواس الديني
يعاني الكثير وساوس دينية لدرجة أنهم يخجلون من الإفصاح عنها، بل قد يعدُّون أنفسهم كفَّارًا وملحدين! وقد اعتنى بعض العلماء بهذا الجانب منهم الإمام ابن القيِّم في كتابه “إغاثة اللهفان” الذي قد وضح فيه أن الموسوس يسيء التقرُّب لله وليس العكس!
فقد كان الصحابة والتابعون (رضوان الله عليهم) يتوضؤون في الحياض والأواني المكشوفة دون التدقيق في نجاستها، وقد نهانا النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) عن الغلو والإسراف والتعدِّي.
وبالنسبة لمن يشك في نيته، فالنية محلُّها القلب ولا تتعلَّق أساسًا باللسان! فترى الموسوس يكرِّر نيته ويجاهد نفسه فيها، بل ويتلفَّظ بها، بينما النيَّة تعني قصد الفعل، فمن يقعد للوضوء فقد نوى الوضوء ومن قام ليصلي فقد نوى الصلاة .
وكذلك في وسواس الشك في الطهارة، فقد قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا”.
فلماذا نخالف سنة رسولنا؟ ظنًّا منَّا أن هذا كله من باب الاحتياط، فالبعض قد يتنطَّع حتى في نطق الأحرف، ولكن هذا كله يُعدُّ من تنغيص الشيطان للمؤمن، حتى يكدر خواطر عباد الله!
ومن صفات مريض الوسواس القهري الديني: التردُّد والتشدُّد في الدين والإحساس الزائد بالمسؤولية والعيش في خوف دائم، والرغبة في أداء العمل بدقة شديدة وفقدان لذة العبادات وحلاوة الإيمان، لأن المريض يركِّز على مثالية العبادة بدلًا من التركيز في الخشوع.
إن مهمَّة الطبيب هي أن يضع خطة لعلاج معرفي وسلوكي للمريض، مثل خطط التعرُّض ومنع الاستجابة للطقوس، وأن يجعل المريض يحدِّد مستوى قلقه وضيقه الذي يشعر به، أو أن يضع له خططًا للعلاج (التعرُّض التخيلي) حتى يتحرَّر المريض من خوفه، كما أن من المهم أن يُدرك المريض عظم رحمة الله، وأن الله يحاسبنا على تصرُّفاتنا وأفعالنا وليس على ما نفكِّر به، فحتى في عصر رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، قد كان هناك من يشتكي من هذه الوسوسة، ولكن النبي كان يُشير إلى أصحابه بذكر الله والانتهاء عن الاسترسال في هذه الأفكار.
الفكرة من كتاب الوسواس القهري.. دليل عملي للمريض والأسرة والأصدقاء
إن مرض الوسواس القهري من أشد الأمراض التي قد يتعرَّض لها الإنسان، ويحتاج وقتها إلى العون والمساعدة والتفهُّم ممن حوله، لأنه يُصارع آلامًا نفسية لا حصر لها!
كما أن درايته بأبعاد المرض تُعدُّ خطوة جيِّدة حتى يتعامل مع حالته النفسية بالشكل السليم، ففي هذا الكتاب يعرض لنا الدكتور محمد شريف سالم كل ما يخصُّ مريض الوسواس بشكل مُبسَّط ويسير.
مؤلف كتاب الوسواس القهري.. دليل عملي للمريض والأسرة والأصدقاء
محمد شريف سالم: مصري الجنسية، وهو أخصائي الطب النفسي، تقع عيادته في مدينة الإسكندرية بمصر.
من مؤلفاته: “وسواس الطهارة والصلاة“، و”الطفل العنيد، المشكلة والحل“.