الردع النووي
الردع النووي
رغم معارضة كثير من العلماء وصناع القرار لتطوير القنبلة الهيدروجينية باعتبار أنها صُنعت لأجل الإبادة السكانية لا لشيء آخر، فجرت الولايات المتحدة أولى قنابلها الهيدروجينية في أكتوبر 1952م، تبعها الغريم السوفيتي وفجر أولى قنابله في أغسطس 1953م.
خلال وقت قصير، انتشرت الدول النووية على مختلف خطوط الطول ودوائر العرض، فبعد الخصميْن انضمت بريطانيا إلى النادي النووي عام 1952م، تبعتها فرنسا عام 1960م، ثم الصين عام 1964م، وانضمت إسرائيل في الستينيات تحت إشراف فرنسي، حتى لحقت بها الهند عام 1974م، ثم باكستان عام 1998م، ومؤخرًا كوريا الشمالية في 2006م.
هذا التوزيع للأسلحة خلق حالة من الجمود عُرِفت في الأوساط السياسية باسم “الردع”؛ منعت أي دولة من بدء هجوم نووي مخافة الرد الانتقامي، فعندما تكون واشنطن وموسكو قادرتين على تلَقِّي ضربة نووية أولى مع الاحتفاظ بقوة كافية لشن ضربات انتقامية، يصير الردع المتبادل أمرًا واقعًا.
في ضوء ذلك طور الجيش الأمريكي خطة ثلاثية المحاور لتمنع العدو من تدمير جميع قواها النووية في ضربة أولى، بما يضمن لها حق الرد. أسفرت الخطة عن امتلاك القوات الجوية قاذفات استراتيجية وصواريخ بَالِسْتِيَّة ذات رؤوس نووية عابرة للقارات، بينما تملك البحرية صواريخ بالستية يمكن إطلاقها من الغواصات، ويملك الجيش صواريخ بالستية فوق متوسطة المدى ومدفعية وألغامًا نووية.
في البداية، لم تعتمد موسكو على الردع النووي، بل صبت تركيزها على تجنب اندلاع الحرب بأساليب سياسية، لكن ما إن وصل خلفاء ستالين إلى سدة الحكم، وضعوا سياسة الردع في اعتباراتهم وسعوا إلى الوصول إلى نقطة التكافؤ النووي، كما نظروا إلى الردع الأمريكي باعتباره مصدر تهديد، في حين نظرت إليه واشنطن باعتباره دفاعيًّا. واستبدالًا لمفهوم الحرب الاستباقية، تبنت موسكو عقيدة إطلاق الصواريخ كرد انتقامي عند تعرضها لهجوم.
الفكرة من كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
في عام 1945م بلغت قوة القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما 20 ألف طن، وقتلت نحو 140 ألف شخص. ما الذي قد يحدث أسوأ من ذلك؟ ربما كان هذا لسان حال كل من شهد تلك الحقبة المظلمة من التاريخ، لكن في 1952م حدث الأسوأ، عندما اختبرت الولايات المتحدة القنبلة “مايك” التي كانت أقوى خمسمئة مرة من القنبلة الملقاة على هيروشيما. وفي عام 2007م حدث الأسوأ والأسوأ، إذ امتلكت روسيا أسلحة نووية تُمَكنها من القضاء على البشرية 29 مرة، بينما كان بمقدور الولايات المتحدة القضاء عليها 18 مرة.
إلى أين يسير العالم؟ هل يمكن أن ينتهي التاريخ في غضون دقائق؟ هل بإمكان رجل واحد أن يقود العالم بأجمعه إلى حتفه؟
هذا ما يناقشه الكتاب، فيتعرض لتعريف القوى النووية، ومتى ظهرت، ولماذا ابتُكِرَت من الأساس، وكيف تصرف المجتمع الدولي إزاء هذا الشر الذي صُنِع بأيدٍ بشرية.
مؤلف كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا، اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية، والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
له عدة مؤلفات منها:
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.
الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري، عمل في المركز القومي للترجمة، ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في الفترة بين 2012م – 2019م، وحاز جائزة المركز القومي للترجمة عن كتاب “البدايات: 14 مليار عام من تطور الكون”.
وترجم كتبًا أخرى منها:
أخلاق الرأسمالية.
النسبية: مقدمة قصيرة جدًّا.