ما الذرة؟
ما الذرة؟
تستمد المفاعلات والأسلحة النووية طاقتها من الطاقة الذرية التي تنشأ نتيجة انقسام الذرات أو اتحادها، وللحديث عن الطاقة الذرية يجب أولًا تعريف الذرة.
تتكون الذرة من نواة تتركز فيها معظم كتلة الذرة، وتوجد حولها سحابة مكونة من أغلفة طاقة تسبح فيها جسيمات سالبة الشحنة تُسمى الإلكترونات، وتعتمد خواص الذرة بشكل كبير على عدد تلك الإلكترونات وترتيبها. أما داخل النواة فيحتوي على نيوكليونات متكافئة الكتلة منها بروتونات موجبة الشحنة، ونيوترونات متعادلة -عدا ذرة عنصر الهيدروجين التي تحتوي على بروتون وحيد موجب- ولكل بروتون أو نيوترون بنية داخلية تتكون من جسيمات دون ذرية تُسمى “الكواركات” لا يمكن دراستها على نحو مستقل.
عدد البروتونات هو ما يحدد العنصر الكيميائي الذي تنتمي إليه الذرة وخصائصها الكيميائية ويسمى “العدد الذري”، أما العدد الإجمالي للنيوكليونات يسمى “عدد الكتلة الذري”، والذرات التي تتفق في العدد الذري لكنها تختلف في عدد الكتلة الذري -أي تختلف في عدد النيوترونات- تسمى “نظائر” لها خصائص كيميائية متطابقة وخصائص نووية مختلفة.
عندما تتحد النيوكليونات لتكوين النواة تنبعث طاقة تسمى “طاقة الارتباط”، ينتج عنها نقص في كتلة النواة بنحو 1% عن مجموع كتل البروتونات والنيوترونات المُكَونة لها، هذا النقص في الكتلة يمكن تحويله إلى كم هائل من الطاقة طبقًا لمعادلة أينشتاين الشهيرة (الطاقة= الكتلة × مربع سرعة الضوء || E=mc^2).
وتعد هذه المعادلة مفتاح الأسلحة النووية، إذ يمكن للنوى الثقيلة أن تنتج طاقة عندما تنقسم، ويسمى هذا “انشطار الذرات” وقد استُخدم في القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما، التي بلغت قوتها 20,000 طن من مادة TNT. والنوى الخفيفة تنتج طاقة عندما تتحد، في ما يسمى “اندماج الذرات”، وهو فكرة عمل القنبلة الهيدروجينية التي بلغت قوتها سبعة ملايين طن TNT.
الفكرة من كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
في عام 1945م بلغت قوة القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما 20 ألف طن، وقتلت نحو 140 ألف شخص. ما الذي قد يحدث أسوأ من ذلك؟ ربما كان هذا لسان حال كل من شهد تلك الحقبة المظلمة من التاريخ، لكن في 1952م حدث الأسوأ، عندما اختبرت الولايات المتحدة القنبلة “مايك” التي كانت أقوى خمسمئة مرة من القنبلة الملقاة على هيروشيما. وفي عام 2007م حدث الأسوأ والأسوأ، إذ امتلكت روسيا أسلحة نووية تُمَكنها من القضاء على البشرية 29 مرة، بينما كان بمقدور الولايات المتحدة القضاء عليها 18 مرة.
إلى أين يسير العالم؟ هل يمكن أن ينتهي التاريخ في غضون دقائق؟ هل بإمكان رجل واحد أن يقود العالم بأجمعه إلى حتفه؟
هذا ما يناقشه الكتاب، فيتعرض لتعريف القوى النووية، ومتى ظهرت، ولماذا ابتُكِرَت من الأساس، وكيف تصرف المجتمع الدولي إزاء هذا الشر الذي صُنِع بأيدٍ بشرية.
مؤلف كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا، اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية، والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
له عدة مؤلفات منها:
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.
الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري، عمل في المركز القومي للترجمة، ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في الفترة بين 2012م – 2019م، وحاز جائزة المركز القومي للترجمة عن كتاب “البدايات: 14 مليار عام من تطور الكون”.
وترجم كتبًا أخرى منها:
أخلاق الرأسمالية.
النسبية: مقدمة قصيرة جدًّا.