مآزق في أثناء الحديث
مآزق في أثناء الحديث
ومن الطبيعي أن تقع في مآزق عندما تتحدث، كأن يطرح عليك أحدهم سؤالًا عدوانيًّا أو متطفلًا، فيمكنك دائمًا تجنب الإجابة عن السؤال بالتزام الصمت كأنك لم تسمع السؤال، أو تغيير موضوع الحديث دون الإجابة، ومأزِق آخر عندما تقول شيئًا يجرح مشاعر أحد الموجودين دون أن تدرك ذلك، فيمكنك الاعتذار معبرًا عن شعورك بالندم على قول مثل تلك الحماقة واحذر أن تبالغ في اعتذارك.
عندما يبتسم لك محدثوك بتكلف، أو يضيع منك انتباههم لينظروا حولهم في قلق واضطراب فقد أصبتهم بالملل، وينبغي من البداية أن تنتبه لهذا بأن تتحلى بروح مرحة عند الكلام، وأن تتناول مواضيع تروق الناس مع عدم العودة إلى حديث مكرر أو الاستفاضة في الشرح بما قد يصيبهم بالملل، ولكن إن حدث ووقعت في هذا المأزِق فيمكنك أن تشرك الآخرين في الحديث وتسألهم “هل فعلت هذا من قبل؟”، أو “وما رأيك في هذا الأمر؟” لتقضي على مللهم دون أن ينتبهوا، فأنت من قاطعت نفسك في أثناء الكلام لتشركهم.
وإذا كنت ممن يكثرون التعميم في أثناء كلامهم ستقع يومًا في مأزِق جرح أحد الموجودين بكلامك، ولحل المشكلة تجنب استعمال كلمات مثل: (كل – دائمًا – الجميع – أبدًا – دون استثناءات)، واستبدل بها كلمات مثل: (بعض – قليلًا – أحيانًا – بين الحين والآخر)، كما عليك أن تتجنب التباهي والتفاخر أمام الآخرين حتى لا يشعر من أمامك بالضيق من محادثتك، فيكفيك أقل القليل عن نفسك ودع للآخرين حرية استنتاج الباقي، فبدلًا من أن تتكلم عن إنجازاتك في عملك يمكنك أن تقول إنك تحب عملك وتستمتع به، وإذا طلب من أمامك أن تزيده زده.
وللحفاظ على صورتك الواثقة من الخدش، تجنب التقليل من نفسك في أثناء الكلام، فلا أحد يستطيع إجبار الآخرين على تكوين رأي عنه، بل الطبيعي أن تترك الآخرين ليكونوا آراءهم عنك، وإذا وجد الآخرون من أمامهم يقلل من شأن نفسه سيكون تعاملهم معه على هذا الأساس، ولتجنب هذه المشكلة ابتعد عن الأسئلة الاستهلالية التي تبدأ بالاعتذار أو وصف النفس، وابدأ السؤال مباشرة.
الفكرة من كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
لا خلاف على أن اللباقة في الحديث من أهم المهارات التي تساهم في مدى نجاح الفرد سواء على المستوى المهني أم الشخصي، فبالرغم من أن الإنسان يتحدث طيلة حياته فإن قلة قليلة هي التي تلتفت إلى الطريقة التي تتحدث بها وتطورها؛ بحثًا عن طريقة أفضل في التعبير عما يريدون قوله أو فعله للآخرين.
تعرِض لنا الكاتبة عددًا من المهارات والملاحظات التي ستحسّن من لغة الجسد في أثناء الحديث وطريقة عرض مشاعرنا وكيفية الخروج من المواقف الصعبة والمحرجة بشكل واثق سلس، عن طريق تناول الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين وكيفيتها.
مؤلف كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
روزالي ماجيو: مؤلفة وكاتبة أمريكية، ألفت 24 كتابًا فاز عديد منها بجوائز، وترجمت لها كتب بأكثر من لغة، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقول ما تريد.
فن تنظيم كل شيء.