حركة الأسهم
حركة الأسهم
اضطر دَارْفَاسْ إلى السفر في جولة عالمية لمدة عامين، فأصبح في انعزال تام عن وول ستريت بسبب تنقله المستمر وصعوبة التواصل مع سمساره لمتابعة أخبار البورصة، وقد ساعده ذلك على الابتعاد عن الشائعات المتضاربة التي كانت سببًا في أغلب صفقاته الخاسرة.
ومع ازدياد خبرته بالسوق وبفضل استخدام نظرية الصندوق، لاحظ أنَّ أسهمه أحيانًا تتحرك حركاتٍ غير مُبَرَّرة، وعندما تفحَّص “صحيفة البارونز” التي كانت تصله من نيويورك، اكتشف أنَّ هذه التحرُّكات تزامنت مع التحرُّكات العنيفة للسوق كلها، وظن أنَّ “مؤشر داو جونز الصناعي” يؤثر في تحركات السوق والأسهم، وأنه إذا ارتفع المؤشر فإن الأسهم سترتفع أيضًا، وقد تساعده متابعة المؤشر على التنبؤ بحركة الأسهم، لكنه أدرك عدم وجود معايير ثابتة بين المؤشر العام والأسهم الفردية، فمؤشر داو جونز مجرد متوسط يعكس السلوك اليومي لأسهم معينة، وقد تتأثر به الأسهم لكنها لا تتبع تحركاته، وتكمن أهمية مؤشر داو جونز في أنه يحدد الدورة العامة للسوق وتؤثر هذه الدورة في جميع الأسهم داخل السوق، سواء كانت دورة سوق صاعدة أو هابطة.
وفي عام ١٩٥٧، بدأت أسعار الأسهم في الهبوط على نحو مفاجئ، وعندما استمر ذلك الانخفاض خرج دَارْفَاسْ من السوق، وأعلنت الأخبار في ما بعد عن دخول السوق دورة هبوط، فانهارت وول ستريت، وعلى الرغم من عدم حصول دَارْفَاسْ على أية معلومات تفيد بأن السوق تنهار في أثناء سفره، فإنه لم يتأثر بذلك الانهيار بفضل قدرته على تحليل حركة الأسهم.
الفكرة من كتاب كيف ربحتُ ٢ مليون دولار في سوق الأسهم
يتحدث الكتاب عن قصة نجاح نِيكُولَاسْ دَارْفَاسْ في بورصة وول ستريت، فبعد أن دخل عالم البورصة عن طريق الصدفة، خاض عديدًا من التجارب الناجحة والفاشلة حتى اكتسب خبرة واسعة استطاع من خلالها التوصل إلى نظريته الخاصة في التداول، وابتكار خطة مُحكَمَة لإبعاد نفسه عن الشائعات المُتضارِبة وأخبار البورصة التي كانت سببًا في معظم صفقاته الخاسرة، ومن خلال ذلك استطاع دَارْفَاسْ بعد ٧ أعوام من المتاجرة، وفي خلال ١٨ شهرًا فقط، أن يحقق ثروة ضخمة تجاوزت المليوني دولار.
مؤلف كتاب كيف ربحتُ ٢ مليون دولار في سوق الأسهم
نيكولاس دارفاس: وُلد عام ١٩٢٠ وتوفي عام ١٩٧٧، نشأ في المَجَر وهاجر إلى تركيا عام ١٩٤٣ ثم إلى أمريكا، وعمل في تقديم العروض الراقصة في برودواي، دخل عالم البورصة عام ١٩٥٣ واستطاع في غضون ٧ أعوام تحقيق ثروة ضخمة، له مؤلفات أخرى منها:
إنك تستطيع فعلها مرةً أخرى.
وول ستريت، صورة أخرى من لاس فيغاس.
تشريح النجاح.
عن المترجم:
مُحَمَّد مَحْمُود البَرَمَاوِي: من مواليد عام ١٩٧٦، تخرج في كلية التجارة جامعة الإسكندرية قسم إدارة الأعمال، وحاصل على شهادة خبير أسواق المال من الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين.