لديك عقلان
لديك عقلان
هل يعني ذلك إهمال الشركات للعقل التنفيذي؟ لا بل عليها فَهم كيف يعمل العقل التنفيذي والاعتيادي معًا لمخاطبة كليهما بالطريقة الصحيحة، العقل التنفيذي يركز على أمر واحد ويقوم بوظائف الإدراك وحل المشكلات والتفكير المنطقي، ويحمي قدرته بنقل الأمور الأخرى إلى العقل الاعتيادي، كل العمليات تمر عبر الخلايا العصبية بالدماغ، ولكي تكوّن العادة يجب أن يكرر الزبون السلوك، ولذلك يجب على الشركات تحفيز التكرار لكي يدوم انطباع الزبون عن المنتج أو العلامة التجارية لمدة أطول، ولكن بسبب كثرة الشركات والمنتجات، يتجاهل الدماغ المحفزات للمحافظة على انتباهه وقدرته.
لذلك ينصح بالتركيز على سلوك الزبون لا مواقفه ومعتقداته، ويجب تعليمه عبر السبب والنتيجة ومكافأته إن تصرف كما نريد، والحرص على تحلي المنتج بالبساطة لأن العقل الاعتيادي يحبها، ولهذا تثير كثيرٌ من المنتجات والخدمات الغضبَ، لأنها مصممة للعقل التنفيذي وتحتاج إلى تركيز كبير في أثناء استخدامها، وللحفاظ على العملاء لا تدفعهم إلى التفكير في منتجك بشكل واعٍ ومنطقي، بل وجّه عقلهم التنفيذي ناحية منافسيك.
أما بالنسبة إلى الذاكرة، فلماذا لا يتذكر العميل المنتجات؟ تختلف الذكريات، فمنها ما هو بمعنى الحقائق، أو ذكريات مُسلسلة للأحداث الحياتية، أو الذكريات الضمنية التي تشمل المهارات والعادات، وتختلف دقة الذكريات وقوتها وعرضتها للخطأ والفساد، ولكنها تزداد قوة بمدى ارتباطها بالعواطف، بالتأكيد تذكر الموقف الذي تعرضت فيه للخوف بصورة واضحة، ولهذا فإن الشركة التي تكتشف المكون العاطفي لعلامتها وتخاطب به العملاء، تنجح في الوصول إليهم عبر ضجيج السوق الدعائية، وعبر تكرار رسالتها التسويقية البسيطة تنجح في تحفيز العميل للشراء.
الفكرة من كتاب العادات الشرائية: سلوك يتجاهله خبراء التسويق بنسبة 95 بالمئة
ترتكب أغلب الشركات خطأً تسويقيًّا جسيمًا بتركيزها على سرد مميزات المنتج، مخاطبةً عقل الزبون لمحاولة إقناعه بالشراء، فتهدر كثيرًا من الأموال لأن عقل الزبون يتجاهل أغلب الرسائل التسويقية لكثرتها وتشابهها، ويتمسك باتباع بعض التكنيكات في سلوكه الشرائي.
تحكم العادة السلوك الشرائي للمستهلك فيشتري ما تعوّده، وقد يحتاج إلى وقت كبير ومجهود أكبر لإقناعه عقليًّا بتغيير سلوكه الشرائي، فالحل إذًا في تحويل شراء المنتج أو استخدام الخدمة إلى عادة، عن طريق زرعها في العقل اللا واعي للزبون، سنعرف كيف تفعل الشركات ذلك، وترفع نسبة ولاء المستهلكين لتضمن عودتهم إلى الشراء مرة أخرى، ونرى كيفية معالجة الزبون للمعلومات والرسائل التسويقية القادمة من الخارج.
مؤلف كتاب العادات الشرائية: سلوك يتجاهله خبراء التسويق بنسبة 95 بالمئة
نيل مارتن: المؤسس والمدير التنفيذي لشركة التسويق الاستشارية والتعليمية Ntelec Inc نتيلك إِنْكْ، عمل سابقًا مديرًا لبرنامج مكافحة إدمان الكحول والمخدرات، ثم حصل على الدكتوراه في التسويق من كلية العلوم الإدارية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، لذلك ربطت أفكاره بين علوم التسويق والنفس المعرفي والأعصاب، ومن كتبه: تبسيط صناعة الاتصالات: منظور للتحديات الحالية والفرص المستقبلية.