المرأة وما ميَّزها الله به
المرأة وما ميَّزها الله به
إن اللحظة التي نسمح فيها نحن البشر لأي شيء غير خالقنا، أن يُحدِّد معيار نجاحنا أو فشلنا، ومعيار سعادتنا وقيمتنا، نكون قد دخلنا إلى نوع صامت من العبودية، وهو نوع مُهلك، فحين تجعل المرأة المعيار هو الرجال، فإنها قد أهلكت نفسها، فإننا ننسى أن الله (عز وجل) كرَّم المرأة بإعطائها القيمة من خلال علاقتها به وحده، إلا أن النساء الغربيات المطالبات بحقوق المرأة طمسن أي معيار سوى معيار الرجل، فأصبحت الواحدة منهن تجد قيمتها بعلاقتها مع الرجل، فعندما التحق الرجل بالجيش أرادت هي أيضًا أن تلتحق بالجيش، فالذي لا تُدركه هو أن الله شرَّف كلًّا من الرجال والنساء من خلال تميزهم، لا في تشابههم.
حين نقبل الرجل كمعيار فإن كل شيء أنثوي يعد أمرًا دنيويًّا، رقة الشعور إهانة، أن تكوني أُمًّا متفرغة لأطفالك تخلُّف، فما دمنا رضينا أن كل ما يملكه الرجل هو الأفضل، فإن النتيجة أننا نريد ما يمتلكه الرجل، فإذا صلَّى بالصفوف الأولى نفترض أن الصفوف الأولى أفضل، وبالتالي تطالب النساء بالوقوف في الصفوف الأولى، ولو علمنا أن الله قد قدَّر المرأة من خلال ما تمتاز هي به، فالمعيار الحقيقي هو تقوى الله عز وجل ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، فالمرأة مُكرَّمة لكن ليس بعلاقتها بالرجل، فهدفها في الحياة هو شيء أرفع من مجرد ظهورها جميلة في أعين الرجال.
كمالنا يأتي من الله (عز وجل) وعلاقتنا به، ورغم ذلك عُلِّمنا منذ الصغر كنساء لن نصل إلى الكمال إلا إذا جاء رجل ليُكملنا مثل “سندريلا”، نعم أميرك هو مجرد بشر، لكنه لن يكون أبدًا منقذك، خلاصك وكمالك لن يتحقق إلا بالقرب من الله (سبحانه)، فإننا إذا خُيِّرنا بين عدالة العقلانية والشفقة، فسنختار الشفقة، وإذا خُيِّرنا بين أن نقود العالم أو تكون الجنة تحت قدمي، فسنختار الجنة!
وبالمقابل لا بدَّ من الوقوف على معنى الرجولة، فمن التعريفات الأكثر شيوعًا عن الرجولة هي قلَّة التعبير عن المشاعر، فيعتقد الكثير أن البكاء ليس من سجايا الرجال، بل هو دليل على الضعف، ومع ذلك وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) هذا السجيَّة بوصف مختلف تمامًا، فعندما حمل ولد ابنته وهو في سكرات الموت، اغرورقت عيناه بالدموع، وقال لأصحابه حينها: “هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء”، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يساعد أهله، ويتودَّد إلى زوجاته، فالكثير من هذا اللطف فُقِد من التعريف المتحضر للذكورة، فمن المرعب حقًّا أن يعتقد شاب أن تحرشه بامرأة في الشارع رجولة، ومشاهدته لامرأة تُضرب أمرًا لا يخدش رجولته.
الفكرة من كتاب استرجع قلبك
يحاول الكتاب في تجربة فريدة إيقاظ القلوب وتقديم منظور مختلف لمعاني الحياة، فما حقيقة الحب والألم؟ وهل التصوُّرات تجاه علاقاتنا بالله وبمن حولنا صحيحة؟ هنا تتناول الكاتبة هذه التساؤلات مُضيفة إليها قدرًا من الهدوء والسلام والنفسي.
مؤلف كتاب استرجع قلبك
ياسمين مجاهد: كاتبة ومتحدثة، حصلت على البكالوريوس في علم النفس، والماجستير في الصحافة والإعلام، وقد درَّست الدراسات الإسلامية بعد إتمامها الدراسات العليا، وهي كاتبة عمود في صفحة الشؤون الإسلامية بجريدة “إن فوكس نيوز”، تعمل حاليًّا كاتبة ومتحدثة على موقع “هاف بوست”، ولها برنامج على إذاعة “راديو نيو ليجاسي” تتحدَّث فيه عن الصفاء والطمأنينة.