التلفزيون وتأثيره في الأطفال
التلفزيون وتأثيره في الأطفال
يلعب التلفزيون دورًا هامًّا في وقتنا الحالي، إذ يعتبر الصديق المرافق للأسرة في كل وقت وحين، وهو بالنسبة إليهم المعلم والمثقف وأداة التسلية، ويعتبر من أهم الوسائل التعليمية والتربوية للأطفال، فهو يُسهم في مجال تعلم اللغات وبخاصة إذا كانت لدى الطفل خلفية عن تلك اللغة التي يتلقاها من خلاله، فيعمل على تقويتها وتحسينها، ويقف بجانب المدرسة في عرض الدروس والمناهج، ويدعم الجانب الفني لديهم، ويملأ أوقات فراغهم ويسليهم.
ومع ذلك.. فالتلفزيون له جوانب سلبية تؤثر في نمو الطفل في مراحله المختلفة، إذ إنه في بداية الأمر يجعل الطفل في حَيْرة من أمره إذا كان ما يشاهده واقعًا أم مجرد وهم، مما قد يؤثر في النمو العقلي للطفل، علاوة على تأثيره في إبداع الطفل وقدراته التصورية والتخيلية، وإذا ما أسرف الآباء في السماح للأطفال بالجلوس أمامه لوقت طويل، بدلًا من تركهم يلعبون أو يمارسون الأنشطة اليدوية أو الألعاب التربوية المختلفة، وكذلك يكون له تأثير في تكوين لغة الطفل ونموها، خصوصًا أن نمو اللغة يتربط عند الطفل بحاسة السمع بشكلٍ مباشر في سنوات عمره الأولى، وقد أكدت الدراسات أن للتلفزيون أثرًا ضعيفًا جدًّا في عملية تكوين اللغة أو نموها لدى الأطفال في السنوات الأولى، خلافًا لأثرها الجيد نوعًا ما في سن الثلاث والأربع سنوات، لأن استيعاب الطفل في هذه السن للمَشاهد والأصوات يكون أفضل من ذي قبل بنسبة 20٪.
ولا يمكن لنا أن نجزم بأن الإكثار من متابعة الأطفال للتلفزيون يؤدي حتمًا إلى إلغاء تام لعملية التفكير، وإنما يقع في احتمالات قد تحدث أو لا، من فقدان النطق أو التأخر فيه.
وتوجد كثير من نقاط التشابه بين التليفزيون والسينما والفيديو في تأثيرهم في الأطفال، إذ إنهم جميعًا يشتركون في الجمع بين الصوت والصورة والحركة.
الفكرة من كتاب أثر وسائل الإعلام على تعليم الأطفال وتثقيفهم
تعددت وسائل الإعلام الحالية ما بين وسائل سمعيةٍ أو بصريةٍ أو سمعيةٍ بصرية، وتعد هذه الوسائل من أهم العوامل التي تساعد المختصين على توصيل الآداب والعلوم المختلفة إلى شتى بقاع الأرض، وإلى أي جمهورٍ من الأطفال، سواء كان الطفل يتلقى تلك الآداب أم العلوم عن طريق الاستماع أم المشاهدة أم حتى القراءة.
ومع انتشار تلك الوسائل وسهولة استخدامها والحصول عليها، كان لا بد من إيضاح أهميتها وبيان دورها وطرائق استخدامها، كي يستطيع كل من هو مهتم بهذا الجانب أن يصل منه إلى نتيجةٍ إيجابية تحقق له ولأطفاله النفع والفائدة.
هذا ما يتناوله الكاتب في كتابه، آملًا أن يكون لدراسته وبحثه في هذا الموضوع مردود حسن لكل دارسٍ ومُرَبٍّ.
مؤلف كتاب أثر وسائل الإعلام على تعليم الأطفال وتثقيفهم
عبد الفتاح أبو معال: كاتب، حصل على درجة الدكتوراه في أدب الأطفال، وتخصص في الكتابة فيه، ولد في مدينة الخليل عام 1948م، وهو يعمل رئيسًا لقسم المتابعة والرقابة الإدارية في وزارة التربية والتعليم، وله عديد من المؤلفات في أدب الأطفال منها:
أثر وسائل الإعلام على الطفل.
تنمية الاستعداد اللغوي عند الأطفال.
أدب الأطفال وأساليب تربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم.