الإعلام ودوره المنهجي في التعليم
الإعلام ودوره المنهجي في التعليم
تختلف المواد التعليمية في صورتها وشكلها إلى صور عدة، صور تقوم على المواد الحسية، أي المواد التي تدرك بالحواس الخمسة، ومنها صورٌ تقوم على الرموز أو الألفاظ كالمعادلات الرياضية، ومنها ما هو شبيه بالمواد الحسية.
ويُسهم الإعلام في تيسير تلك المواد التعليمية من خلال مناهج كثيرة، منها ما يسمى بـ”التقليدات”، والتقليد هو الصورة الشبيهة للأصل، ولكنها تختلف عنه في الحجم أو التفاصيل أو في كليهما، وتستخدم هذه التقليدات عندما يعجز المعلم عن أن يأتي بأصل الشيء، وتكون لهذه التقليدات فائدة كبيرة، في إيصال المعلومات إلى الطلبة بشكلٍ مبسطٍ وأكثر دقة.
كذلك من المناهج الإعلامية الهامة، ما يسمى بـ”التمثيليات الروائية”، وهذه التمثيليات يكون لها تأثير بالغ في النفس، إذ إنها تستدعي اهتمام الطلبة وتحرك مشاعرهم وانفعالاتهم، مما يجعلها عنصرًا مهمًّا في معالجة كثير من السلوكيات النفسية للأطفال، كالغضب والعزلة وقلة الثقة بالنفس، كما أنها تُسهم في إكساب الأطفال مهارات عدة كمهارة الإلقاء.
ومن تلك المناهج، منهج يعتمد على التعلم من خلال البيئة المحيطة، من خلال زيارة الأماكن التي تدعم المنهج النظري، الذي لا يمكن الإتيان به إلى غرفة الصف، كالمصانع والمزارع والأماكن التاريخية.
ولا نغفل عن بعض المناهج الأخرى التي تعتمد على التلفاز في العملية التعليمية والتربوية، من خلال البرامج المخصصة لذلك، وكذلك السينما، والصور الساكنة، والرموز البصرية كالخرائط والرسوم البيانية، وأيضًا المناهج التي تعتمد على السماع كالراديو والمسجلات الصوتية، والأناشيد والموسيقى وهما يلعبان دورًا حيويًّا في تنمية الإبداع الحسي لدى الأطفال، ويعدان من مصادر البهجة لديهم خلال يومهم الدراسي.
الفكرة من كتاب أثر وسائل الإعلام على تعليم الأطفال وتثقيفهم
تعددت وسائل الإعلام الحالية ما بين وسائل سمعيةٍ أو بصريةٍ أو سمعيةٍ بصرية، وتعد هذه الوسائل من أهم العوامل التي تساعد المختصين على توصيل الآداب والعلوم المختلفة إلى شتى بقاع الأرض، وإلى أي جمهورٍ من الأطفال، سواء كان الطفل يتلقى تلك الآداب أم العلوم عن طريق الاستماع أم المشاهدة أم حتى القراءة.
ومع انتشار تلك الوسائل وسهولة استخدامها والحصول عليها، كان لا بد من إيضاح أهميتها وبيان دورها وطرائق استخدامها، كي يستطيع كل من هو مهتم بهذا الجانب أن يصل منه إلى نتيجةٍ إيجابية تحقق له ولأطفاله النفع والفائدة.
هذا ما يتناوله الكاتب في كتابه، آملًا أن يكون لدراسته وبحثه في هذا الموضوع مردود حسن لكل دارسٍ ومُرَبٍّ.
مؤلف كتاب أثر وسائل الإعلام على تعليم الأطفال وتثقيفهم
عبد الفتاح أبو معال: كاتب، حصل على درجة الدكتوراه في أدب الأطفال، وتخصص في الكتابة فيه، ولد في مدينة الخليل عام 1948م، وهو يعمل رئيسًا لقسم المتابعة والرقابة الإدارية في وزارة التربية والتعليم، وله عديد من المؤلفات في أدب الأطفال منها:
أثر وسائل الإعلام على الطفل.
تنمية الاستعداد اللغوي عند الأطفال.
أدب الأطفال وأساليب تربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم.