الكشف عن الذات عبر الإنترنت
الكشف عن الذات عبر الإنترنت
يُشجّع فيسبوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة على مشاركة اليوميات الشخصية، ومن ثمَّ فهذه المواقع تحتوي على اعترافات خاصة بأصحابها أو أسرهم أو أصدقائهم تكون متوافرة ومتاحة للجميع، ويترتب على ذلك وجود مخاطر متعلقة بالإفصاح عن الذات والكشف عنها، وعلى رأس هذه المخاطر وقوع الأطفال والمراهقين فريسة لصيادي الجنس بسبب كشفهم عن ذواتهم، فقد ذكرت إحدى الدراسات أن واحدًا من كل خمسة أشخاص من صغار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 17 سنة يتعرض للإغواء الجنسي على الإنترنت بسبب الكشف عن هويته.
إن مخاطر الكشف عن الذات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف عند الأطفال والمراهقين، فإحدى المُدوِّنات وهي “آبي مارجوليس” التي كانت تعمل مساعدة مخرج، أخذت تكتب على صفحتها عن حياتها الجنسية تحت اسم مستعار، لكن كُشِف عن هويتها من جانب الصحافة، ما ترتب عليه فقدانها لمهنتها كمساعدة مخرج، إلى جانب ذلك يصادف أن يكشف بعض الناس معلومات خطيرة عن أنفسهم مثلما حدث مع أحد المحتالين الذي نشر على صفحة على فيسبوك يفاخر بما فعله في الماضي، وتصادف وجود أحد المسؤولين السابقين بوزارة العدل الأمريكية في قائمة أصدقائه ما قاد الشرطة إليه، ويُعد كشف المرء عن حياته الجنسية ونشاطه الإجرامي على مواقع التواصل الاجتماعي أقصى حد يمكن أن يصل إليه الشخص في ما يتعلق بالكشف عن الذات والهوية.
كما أن الإفصاح عن الذات على مواقع التواصل الاجتماعي ليس المصدر الوحيد للمشكلات والمخاطر المحتملة، إذ يمكن أن يتسبب المدونون على مواقع التواصل الاجتماعي في المتاعب للآخرين بقصد أو بغير قصد، وذلك راجع إلى أن كثيرًا من الموضوعات الاجتماعية التي تُنشَر تكون شديدة الارتباط بالآخرين، ومن ثمَّ يكونون في مركز المخاطر، إذ تشير الدراسات المسحية إلى أن نحو 80% من المدونين لا يطلبون الإذن قبل الكتابة عن أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران أو زملاء العمل، ومن ثمَّ يتسببون لهم في التعرُّض للمخاطر والمشكلات.
ويرجع كشف الأشخاص عن ذواتهم إلى سببين، السبب الأول: الطريقة التي تُقَدَّم بها هذه الخدمات التقنية، إذ تتسم بالسهولة واليسر، والسبب الثاني: الأيديولوجيا التي تشجِّع على الانفتاح والتخلِّي عن الحذر، ومن ثمَّ يدفع هذان السببان باتجاه الإفصاح المستمر عن الذات، فيكون من الغريب الإعراض عن استخدامها.
الفكرة من كتاب حين شاركنا حياتنا عبر الإنترنت: مخاطر كشف غطاء الخصوصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يُبين الكاتب في هذا الكتاب مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالخصوصية، ويُركز على الآثار السلبية والمخاطر المترتبة على ما يفعله عديد من الناس على وسائل التواصل الاجتماعي من مشاركة حياتهم الخاصة والكشف عن الذات والهوية، وفي هذا الجانب يستعرض الكاتب مجموعة من المواقف التي تعرَّض لها عديد من الناس نتيجة ما ينشرونه عن ذواتهم على الإنترنت، وخصوصًا مواقع التواصل الاجتماعي، وأثر ذلك في مجال عملهم ودراستهم وحياتهم بشكل عام.
مؤلف كتاب حين شاركنا حياتنا عبر الإنترنت: مخاطر كشف غطاء الخصوصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
ديفيد أر. بريك : هو باحث وأكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في وسائل التواصل الاجتماعي من كلية لندن للاقتصاد، كما أنه يعمل محررًا وصحفيًّا ومراسلًا لعديد من المؤسسات العريقة حول العالم مثل بي. بي. سي، ومجلة نيو ساينتيست، كما أنه يعمل محاضرًا في عدد من الجامعات، تتناول أبحاث بريك أثر وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الفرد والمجتمع.
معلومات عن المترجم:
د. أحمد محمد مصطفى: مترجم، من أعماله المُترجمة الأخرى:
سباق السرعة: حل المشكلات الكبرى واختبار الأفكار الجديدة في خمسة أيام فقط.