غذاء الذكاء الاصطناعي
غذاء الذكاء الاصطناعي
على ماذا يتغذى الذكاء الاصطناعي ليخرج لنا النتائج؟ بشكل رئيس يتغذى على البيانات (المدخلات)، والبيانات هي الشكل الخام لأي محتوًى ننتجه في تفاعلاتنا عبر الإنترنت، وبعد معالجة تلك البيانات نحصل على معلومات ذات فائدة حقيقية، فمثلًا إذا سجلنا عدد زيارات مكان ما فتلك هي البيانات، أما إذا حاولنا معالجتها وإخراج معنى ما منها، فإننا قد نكتشف أن يومًا محددًا هو الذي يزداد فيه الزحام فتلك هي المعلومة، ونحن الآن نعيش في عصر انتقلنا فيه من البيانات العادية إلى البيانات الضخمة، التي وصلت إلى مليارات الجيجا بايتس، حتى أصبح الحاسوب عاجزًا عن مواكبة حجم البيانات، فظهر علم الحوسبة السحابية Cloud Computing وقدم خوادم رقمية للتخزين.
ولكن البيانات التي تنتج من سلوكنا على الإنترنت بياناتٌ غير منظمة، فمثلًا تنشر مقاطع الفيديو على يوتيوب بمعدل 720 ألف ساعة يوميًّا، وتنشر الصور على فيسبوك بمعدل 350 مليون صورة يوميًّا، وترسل رسائل عبر واتساب بمعدل 65 مليار رسالة يوميًّا، وغيرها من البيانات الضخمة، كما يزداد الأمر تعقيدًا عندما يتدخل إنترنت الأشياء Internet Of Things، وهو اتصال الأجهزة الذكية وارتباطها بعضها ببعض، وهنا تكمن الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي في المجال التكنولوجي، فإن لديه القدرة على التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات، وعبر التحليل والمعالجة واكتشاف النمط يساعدنا على اتخاذ القرار، أو كما سنرى اتخاذ القرار بنفسه دون الحاجة إلينا.
الفكرة من كتاب الخلود الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشر
وصف عالمُ الذكاء الاصطناعي الشهير “أندرو نج | Andrew Ng” الذكاءَ الاصطناعي بأنه كهرباء هذا العصر، فهو أحد أهم فروع التكنولوجيا، ويدرس البرمجيات والأجهزة المختلفة بهدف تزويد الآلات بالقدرة على تعلم الأفكار بين البيانات الداخلة والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى تطوير قابليتها للتكيّف مع المتغيرات بسرعة ودقة.
فإلى أي مدًى تنتشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي من حولنا؟ وهل يقتصر الذكاء الاصطناعي على الروبوتات الآلية فقط أم له أكثر من صورة ونوع؟ وهل يوجد فرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة؟ وما الذي يمكن أن نستفيده من تطبيق الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات؟ وما المخاطر والمخاوف المستقبلية التي تراودنا حينما نتحدث عن عالم تفكر فيه الآلات وتقرر من دون حاجة إلى البشر؟ يُقدّم كتابنا الإجابة عن تلك الأسئلة، لنرى الحقيقة ونعرفها.
مؤلف كتاب الخلود الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشر
حيدر فالح سلمان: مؤلف ومهندس استشاري، حصل على درجة الدكتوراه في تخصصه.