ثورة رابعة؟
ثورة رابعة؟
إذا نظرنا إلى تاريخ البشرية، يمكننا القول إنه مر بثلاث ثورات كبرى أحدثت انتقالًا من حالة إلى أخرى، تغيرت بعدها العلاقات والعمل وغيرهما من مظاهر الحياة، نقلت الثورة الصناعية الأولى المجتمع الزراعي إلى الصناعة بالاعتماد على اختراع المحرك البخاري في أواخر القرن الثامن عشر، وتغير شكل الحياة لأول مرة، واستمر ذلك حتى الثورة الصناعية الثانية المدعومة بأعجوبة القرن التاسع عشر وهي الكهرباء، التي بدأت تشغل خطوط الإنتاج وتمتد إلى البيوت السكنية، وبمساعدة السكك الحديدية، تنقلت البضائع من مكان إلى آخر.
وبظهور “الترانزستور” كان العالم على موعد مع الثورة الثالثة، ولكنها هذه المرة كانت ثورة رقمية، ساهم “الترانزستور” في صناعة الدوائر الإلكترونية المستخدمة في الهواتف والحواسيب وحتى الإنترنت؛ كل ما هو رقمي يعود الفضل في صناعته إلى “الترانزستور”، ولكن الآن يبدو أن العالم على موعد مع ثورة رابعة برعاية الذكاء الاصطناعي، ولكن قبل أولًا، ما تعريف الذكاء الذي نقصده؟ الذكاء هو القدرة على الإدراك والفهم والتحليل والاستنتاج، إذا تحلت الآلة بتلك المهارات سواء كانت software أم hardware.
ظهرت أول ورقة بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي للعالِم آلان تُورِنج في عام 1950م، وتمت صياغة واعتماد مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في مؤتمر علمي بجامعة دارتموث عام 1956م، وبدأت المساهمات العلمية في مجال البحوث، الذي تباطأ بسبب عدم قدرة الحواسيب في ذلك الوقت على مواكبة التطور في الذكاء الاصطناعي، حتى عاد الاستثمار وبقوة منذ الثمانينيات.
الفكرة من كتاب الخلود الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشر
وصف عالمُ الذكاء الاصطناعي الشهير “أندرو نج | Andrew Ng” الذكاءَ الاصطناعي بأنه كهرباء هذا العصر، فهو أحد أهم فروع التكنولوجيا، ويدرس البرمجيات والأجهزة المختلفة بهدف تزويد الآلات بالقدرة على تعلم الأفكار بين البيانات الداخلة والبيئة المحيطة، بالإضافة إلى تطوير قابليتها للتكيّف مع المتغيرات بسرعة ودقة.
فإلى أي مدًى تنتشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي من حولنا؟ وهل يقتصر الذكاء الاصطناعي على الروبوتات الآلية فقط أم له أكثر من صورة ونوع؟ وهل يوجد فرق بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة؟ وما الذي يمكن أن نستفيده من تطبيق الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات؟ وما المخاطر والمخاوف المستقبلية التي تراودنا حينما نتحدث عن عالم تفكر فيه الآلات وتقرر من دون حاجة إلى البشر؟ يُقدّم كتابنا الإجابة عن تلك الأسئلة، لنرى الحقيقة ونعرفها.
مؤلف كتاب الخلود الرقمي: الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشر
حيدر فالح سلمان: مؤلف ومهندس استشاري، حصل على درجة الدكتوراه في تخصصه.