الإسلاموفوبيا
الإسلاموفوبيا
في أعقاب 11 سبتمبر زاد الهجوم على المسلمين من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد خدمت ذلك مختلف أجهزة الإعلام الغربية، فقد أصبح الوعي الغربي يصل بشكل مباشر بين المسلمين والعنف والإرهاب.
إن تَزايد خطاب الكراهية ونبذ المسلمين والعرب أمريكي بامتياز، إذ يُعتبر الإسلام عدوًّا مناسبًا جدًّا لتحقيق الأهداف الأمريكية، وذلك لعدة أسباب، منها أن المسلمين يقطنون أراضيَ يملؤها النفط، كما أن صديقتها “إسرائيل” تقف وجهًا لوجه أمام عرب مسلمين كارهين لها، فتشويه سمعة المسلمين العرب يُحسن من صورة إسرائيل لدى الرأي العام، فعلى الرغم من حياتهم مع شعوب رجعية همجية، فقد استطاعوا التقدم في جميع المجالات، فينهال على الإسرائيليين الدعم المادي والمعنوي من جميع أنحاء العالم الغربي، ويغض الطرف عن الأعمال الإسرائيلية الإرهابية التي ترتكب ضد الفلسطينيين.
وكان من الطبيعي لأمريكا أن تصور المسلمين جميعًا باختلافهم على أنهم يهددون أمن العالم،
فما المخيف في عدو ضعيف لا يستطيع إيذاءك حتى مع كرهه لك؟ وإذا سُئلوا لماذا يفعل المسلمون تلك الأعمال الإرهابية، يجيبون بأن الإسلام يُعادي الجميع ما داموا غير مسلمين، ويُوجب على المسلمين الجهاد، فيتم تلخيص أربعة عشر قرنًا من تاريخ المسلمين دون توضيح الفروق بين المواقف الإسلامية المختلفة، ذلك لأن التوضيح سيضر بقضيتهم بالغ الضرر، وقد يستدر عطفًا على حال المسلمين اليوم.
فمن بعد الشيوعية كان لا بد من اختراع عدو جديد يوجه إليه كره الشعوب المراد كسب تأييدها أو إخضاعها ونهبها، فاختُرع “الإرهاب الإسلامي”، والواقع أن أمريكا تطلق وصف الإرهابي دون تمييز ما دام هذا الإرهاب يعارض سياساتها، فما تفعله إسرائيل من قتل وحشي للفلسطينيين، والغارات الإرهابية ضد لبنان والفدائيين، لا تعتبره إرهابًا بل هو دفاع عن النفس، لكن دفاع العرب المسلمين عن أنفسهم هو الإرهاب!.
الفكرة من كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
إن العرب والمسلمين ظلوا لقرون عديدة أكثر أمم الأرض تقدمًا في جميع المجالات، وحتى في آخر قرنين ظهرت العديد من التجارب العربية الواعدة التي أجهضها التدخل الأجنبي، فالتاريخ يُثبت أن العرب والمسلمين ليسوا أقل قدرة من غيرهم على تحقيق نهضة شاملة، فقد كان الوطن العربي دائمًا مطمعًا للقوى الخارجية، ومع غياب أي رادع للاعتداء الغربي والصهيوني، عاش الإنسان العربي في سياق ثقافي عالمي ساهمت المؤسسات والأنماط السائدة في إفقاره وتهميشه.
إن ثمة حربًا واسعة وكبيرة تُشن اليوم ضد العرب والمسلمين، من إنزال القوات العسكرية وحتى السيطرة الإعلامية وتزييف وعي الجماهير، فالغرب في النهاية قد اتخذ من الأفكار الأكثر خبثًا مِشجَبًا ليعلن الحرب على الإسلام، ويكون هو عدوه الأيديولوجي الجديد الذي يمكن استغلاله من أجل تحقيق مصالحه الاقتصادية والسياسية.
مؤلف كتاب عصر التشهير بالعرب والمسلمين نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001
جلال أمين: وُلد عام 1935م، هو عالم اقتصاد وكاتب ومفكر مصري بارز، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وعمل أستاذًا للاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا.
أهم مؤلفاته:
ماذا حدث للمصريين؟
عصر الجماهير الغفيرة.
خرافة التقدم والتأخر.