العيش وفقًا للإمكانيات
العيش وفقًا للإمكانيات
ربما نجد الكثير من الأزواج يحاولون تقليد جيرانهم، أو من يحاول في السنة الأولى من زواجه أن يمتلك مثلما امتلك والداه وجمعا على مدار ثلاثين عامًا! بل يحرص على أن تكون الأغراض أكبر حجمًا، وأفضل نوعية منها وعلى الفور! لذلك نجد أن أغلب الأزواج يقعون في فخ الإنفاق بما يتجاوز حدود إمكانياتهم الحقيقية، وأغلبها لا يكون على الضروريات والحاجات الأساسية.
ومع الأسف إذا طُلب من الأزواج العيش وفق إمكانياتهم سيجدون أنهم بحاجة إلى تخفيض نفقاتهم، والاستغناء عن أمور عديدة مثل: العودة إلى منزل أصغر أو استخدام سيارة مستعملة أو شراء أثاث قديم، ويواجه هذا الأمر ثقافة المجتمع الحالية التي لا تشجع على ذلك بتاتًا، بل تحث الناس على شراء المزيد، الذي بالطبع لا يعني حالًا أو علاقة زوجية أفضل، وهناك عائقان آخران، أولهما: استخدام بطاقات الائتمان، والثاني: عدم القدرة على الانتظار، سنتحدث أولًا عن البطاقات الائتمانية، التي تدفعنا إلى إنفاق أموال لا نملكها تحت شعار: “اشتروا الآن.. ادفعوا لاحقًا”، لكننا في الحقيقة سندفع لاحقًا ثمنًا أكبر بكثير بفائدة قد تتراوح بين 18% إلى 20% على سلعة ستقل قيمتها الشرائية الفعلية مستقبلًا
ونأتي الآن إلى العائق الثاني، وعندما نتحدث عن الانتظار، فنحن نعني بذلك الصبر حتى نحصل على المال لنشتري ما نريد، وللانتظار ثلاث فوائد تعود بالجدوى على إدارة أموالنا، أولاها: أننا حين نحصل على المال لشراء شيء ما كنا نريده، ربما نجد أننا لم نكن نحتاج إليه، ونشتري شيئًا آخر ينفعنا في علاقتنا الزوجية أكثر.
أما ثانية الفوائد: فهي أن الانتظار ينشط الابتكار في إيجاد طرائق للوصول إلى المال. وبالنسبة إلى الفائدة الثالثة: فالانتظار يعطينا الفرصة لتحليل إنفاق أموالنا في الوقت الحاضر سواء على الأنشطة أو المنتجات، ومن ثم نستطيع التوقف عن الضار منها أو غير المفيد، ومن الأفضل أن نعلم الأولاد فضيلة الانتظار، ولا نحقق لهم جميع رغباتهم على الفور، لأن الحياة بطبيعتها تحتاج إلى الانتظار في اتخاذ الخطوات للوصول إلى الأهداف.
الفكرة من كتاب مشاركة الأموال: دليل تشابمان لجعل المال رصيدًا في زواجك
لماذا يعتبر المال المصدرَ الأساسي بل والأكثر شيوعًا للمشكلات والنزاعات بين مختلف الأسر؟
ومع الأسف فإن هذه النزاعات في الأغلب لا تتوقف عند كونها خلافًا عابرًا، بل ربما تتحول إلى ساحة حرب بين الأزواج، وتضعف العلاقة بينهم أو تدمرها إلى الأبد! هل يكمن السبب في شرور المال ذاتها أم في قلته؟
في الحقيقة، المشكلة تكمن في طريقة إدارته والتعامل معه، وكل ما نحتاج إليه في هذا الشأن هو تعلم طريقة الإنفاق الإيجابية ووضع ميزانية للأسرة، ومشاركة الأزواج بعضهم بعضًا في الأمور المالية.
وسيساعدنا الكاتب جاري تشابمان في هذا الكتاب بجعل المال وسيلة لتعزيز العلاقة الزوجية بطرائق عملية، وبتقديم العديد من النصائح.
مؤلف كتاب مشاركة الأموال: دليل تشابمان لجعل المال رصيدًا في زواجك
جاري تشابمان: كاتب ومؤلف ومحاضر أمريكي شهير، من مواليد 1938، حاصل على ليسانس الآداب، وماجستير في العلوم الدينية، ودكتوراه في الفلسفة، يدير مؤسسة استشارية لتقديم النصائح والاستشارات العائلية والزوجية، ويقدِّم برنامجًا إذاعيًّا بعنوان “love language minute”، وآخر بعنوان “Building Relationships with Dr Gary Chapman” الذي يُذاع عبر أكثر من 100 محطَّةٍ إذاعيَّة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
لغات الحب الخمس.
علاقات الزوجين ببيت الحما.
كنت أودُّ أن أعرف هذا قبل أن أتزوَّج.
نحو زواج أفضل.. إقامة علاقة المحبَّة التي تحلم بها.
ماذا بعد الآن؟ دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد.
معلومات عن المُترجم:
عصام داود خوري: ترجم العديد من الكُتب مثل: “تحسينات في المنزل”، و”القاعدة الأولى، لا تتقيد بالقواعد: ما يقوم به أعظم مديري العالم بأسلوب مختلف”، و”52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك”، “ماذا بعد الآن؟ دليل تشابمان للحياة الزوجيّة بعد إنجاب الأولاد”.