خطوات إلى المستقبل
خطوات إلى المستقبل
بدلًا من التفكير في إحلال الآلة مكان الإنسان، لِمَ لا تعزز الآلة من قرارات البشر؟
تمكننا التكنولوجيا الآن من جمع مزيد من المعلومات عن ردود الأفعال البشرية، ليس فقط تلك التي يبدونها، بل حتى التي تظهر عن طريق تعبيرات الوجوه ونبرات الصوت وحركات العين، يمكن لعديد من المستشعرات التقاط كل ذلك، وعبر معالجة الذكاء الاصطناعي للمعلومات تنتج لنا استجابة أو قرار نحو البيانات، فلو طبقنا قياس ردود الأفعال على مستوى الاستهلاك الشخصي للفرد ومستوى تفاعله مع الرسائل التسويقية بالإضافة إلى استجابته في تجربة رقمية أو معززة، فسنكون بهذا قد قطعنا خُطوة نحو المستقبل واقتربنا من هدف التسويق المفصل لكل زبون.
يمكن للآلة أن تزود البشر بالمعلومات والأدوات الرقْمية لمساعدتهم في أداء مَهمات الخطوط الأمامية كالإقناع والقرارات وإتمام العمليات، وعبر اقترابنا من نماذج محاكاة للزبائن، يمكننا ترتيبهم من حيث الأكثر تأثيرًا، ثم بناء مِنصات وواجهات متدرجة تتعامل مع خدمة الزبائن بدرجات مختلفة، ولذلك يجب تقسيم العمل بشكل واضح لتحديد دور الآلة والبشر جنبًا إلى جنب، وكيفية سير عملية التغيير.
الطريق إلى المستقبل مليء بالصعوبة بسبب ضعف الموارد وسرعة التغيرات في السوق، ولهذا يأتي دور مفهوم التسويق اللَّيِّن المرتكز على فِرَقٍ غير مركزية تتخذ القرار الصحيح بسرعة وتعمل بالتوازي مع بعضها، بالإضافة إلى مِنصات مرنة لمواكبة التحديثات، وعقلية ابتكارية ترحب بالتجارب السريعة، وذلك يتيح للعلامة التجارية سرعة الاستجابة للمتغيرات باستهلاك الحد الأدنى من الموارد، مما يضمن قدرة العلامة التجارية على الاستمرار لسنوات عدة في طليعة السوق وسط منافسة شرسة لا ترحم.
الفكرة من كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
لم يعد التسويق يقتصر على المنتج أو الزبون ويهدف إلى بيع مباشر فقط، فقد مكّنت التكنولوجيا الحديثةُ، كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها، الشركاتِ من إحاطة الزبون بعالم مصمم خصيصى لكي يجرب المنتج أو الخدمة، ولا تنتهي العَلاقة بين الزبون والعلامة التجارية بمجرد إتمام عملية البيع، بل تدخل طورًا آخر من التسويق.
فلكي نتعلم كيفية مواكبة المفاهيم التسويقية الجديدة واستخدام أدواتها، يجب أن نفهم التغيير الجِذري الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم التسويق، ونعرف التحديات الجديدة التي تواجه التسويق في ظل اختلاف شرائح الجمهور المستهدف وتباينها، ونلقي نظرة مستقبلية على عالم تتوغل فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم.
مؤلف كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
فيليب كوتلر: عرّاب التسويق الحديث الذي ولد في عام 1937م في شيكاغو، حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو والدكتوراه من جامعة MIT وكلاهما في الاقتصاد، كما أنه بروفيسور للتسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث ويسترن، وأيضًا مستشار لعديد من الشركات الكبرى مثل جِنرال إليكترك، ومن أهم كتبه:
كوتلر يتحدث عن التسويق.
التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي.
هيرماوان كارتاجايا: أحد أهم القادة المؤثرين في مفاهيم التسويق الحديث، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة ماركبلس إنك،حصل على عديد من الجوائز منها جائزة القيادة العالمية من رابطة الأعمال بجامعة نبراسكا لينكولن، ويعمل حاليًّا رئيسًا لمجلس آسيا للمشاريع الصغيرة.
إيوان سيتياوان: كاتب ومحاضر شهير، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلوغ بجامعة نورث ويسترن، بجانب بكالوريوس الهندسة من جامعة إندونيسيا، كما أنه المدير التنفيذي في شركة ماركبلس إنك بجانب رئاسته لتحرير مجلة ماركتيرز.