الوضوء
إذا زار المرء ملكًا من ملوك الأرض تجمَّل بأجمل الثياب وأزكى العطور فكيف بملك الملوك؟! وقد شرع الله الوضوء حتى يتسنى للعبد الطهارة الحسية والمعنوية بطهارة البدن وطهارة القلب، فالوضوء عبادة مستقلة وهو يكفر ذنب مؤديه إذا صاحبه حضور القلب واستحضار النية، ولا تصح الصلاة إلا به، والمتأمل في أركانه يجد حكمة الله البالغة في تشريع الوضوء على أكثر الأعضاء مباشرة للمعاصي فتطهر مما اقترفته، وهي كذلك أسهل الأعضاء غسلًا فلا يشق على النفس تكرار الوضوء في اليوم والليلة، فسبحان الحكيم الرحيم يأمر عباده بما لا يشق عليهم وما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم!
وشرع النبي لمن فرغ من الوضوء أن يتشهد بقول أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتبعها بقول “اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين”، وبذلك تكتمل للمرء مراتب العبودية والطهارة باطنًا وظاهرًا؛ فبالشهادة تتبرأ النفس من الشرك وبالوضوء يتطهر البدن من أدرانه ويقف المرء بين يدي الله (عز وجل) متمثلًا في نفسه ذلك الموقف المهيب.
ومن رحمة الله بعباده أن دعاهم إلى الصلاة خمس مرات في اليوم ليتحرَّر من أغلال الغفلة وما يعتري القلب من قسوة وإعراض وما يضيق به الصدر من هموم، فإذا جاء العبد إلى الصلاة كان كالعائد إلى مولاه في انكسار وتذلُّل ليستدعي عطف سيده.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.